السؤال
سمعت مؤخرا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه أنه يبشر بدخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومن دون شك، فكيف يمكن التوفيق بين هذا الحديث وحديث آخر بأن الشك محض الإيمان…؟
سمعت مؤخرا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه أنه يبشر بدخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومن دون شك، فكيف يمكن التوفيق بين هذا الحديث وحديث آخر بأن الشك محض الإيمان…؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة.
ففي هذا الحديث أن اليقين شرط في صحة الإيمان، وشرط في قبول كلمة التوحيد، وهذا الشرط مذكور في قوله تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ( الحجرات : من الآية 15).
وليس هناك أي حديث فيه أن الشك محض الإيمان، وإنما الوارد في ذلك هو أن الوسواس الشيطاني الذي يكرهه الإنسان ويجاهده دليل على أن ذلك من صريح الإيمان، والمراد بصريح الإيمان: مجاهدة المرء لذلك، ودفعه له، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال ذلك صريح الإيمان.
وراجع الفتوى: 5098، والفتوى: 187.
والله أعلم.