يلزم أداء الدين ولو خانه صاحب الدين

0 189

السؤال

كان لزوجي صديق وهذا الصديق يعرف شخصا في الكويت وكان زوجي بحاجة للعمل فقال له صديقه سأتكلم لك مع الكويتي كي يجد لك عمل زوجي من دولة عربية أخرى وافق الكويتي كي يجلب زوجي للعمل في الكويت وعمل له تأشيرة دخول عمل عندما وصل زوجي للكويت قال له الرجل لا يوجد عمل الآن عد إلى بلدك وسأتصل بك عندما أفتح محل عمل طلب منه زوجي بعض النقود لكي يشتري سلعه معينة ويبيعها في بلده وبعد ما عاد إلى البلد بعد فترة قصيرة اتصل به الكويتي كي يأتي مجددا عاد زوجي مرة أخرى وعندما وصل إلى الكويت قال له الرجل لا يوجد عمل وأراد أن يأخذ جواز سفره ويبعث به إلى السفارة كي ترحله لأنه هو أدخله وبعد ذلك رحل دون أن يدفع المال الذي سلفه منه هل يعتبر ذلك المال دينا على زوجي وعليه رده إلى صاحبه أم لا يعطيه إياه كونه خسرة المال ثمن تذكرتين للسفرأفيدوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الظاهر أن زوجك أخذ هذا المال على وجه القرض لأنه الغالب في مثل هذه الحالات، لذلك يجب عليه أن يؤدي ما أخذه إلى صاحبه عندما يستطيع ذلك، لأنه دين في ذمته، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه. جزء من حديث رواه الإمام أحمد، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم. وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع. قال النووي: المطل منع قضاء ما استحق أداؤه، فمطل الغني ظلم وحرام، ومطل غير الغني ليس بظلم ولا حرام، لمفهوم الحديث، ولأنه معذور. ولو كان غنيا، ولكنه ليس متمكنا من الأداء لغيبة المال أو لغير ذلك جاز له التأخير إلى الإمكان. وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليستحلها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم.. ولا عبرة بخسارته في التذكرتين، لأنه كان مسافرا على حسابه، وإن تعلل بأن الشخص قد خانه فإن الذنب لا يقابل بالذنب، وفي سنن أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. رواه الإمام أحمد. والقاعدة تقول: إن الغرر القولي لا يضمن به، فعلى هذا الرجل أن يتصل بالشخص الذي أخذ منه المبلغ ويخبره بأنه سيرسل له ما أخذ منه عاجلا إن كان عنده، أو آجلا إن لم يكن عنده في الوقت الحالي، فإذا فعل ذلك فربما يتسامح هذا معه ويعفيه منه أو من بعضه، وإلا فإن أداء الحقوق أمر واجب على كل مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة