السؤال
أود السؤال بخصوص مصحف تجويد السبع المنجيات. ما صحة قراءة الآية كل يوم، والتي هي الفاتحة، والسجدة، ويس، والدخان، والواقعة، والملك، والإنسان، والبروج، هل هذا سنة، أم ليس من السنة، ولكن لا بأس، وله ثواب، أم أنه بدعة؟ حيث يذكر بحديث عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل القرآن الحمد لله رب العالمين. رواه الحاكم.وروى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر يوم الجمعة الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الانسان).وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك).وقال عبد الله بن مسعود: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا. قال: وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك.وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء - يعني ذات البروج - والسماء والطارق. أعتذر إذا أطلت، ولكنني أقوم بقراءة هذه السور كل يوم، وأخشى أن تكون بدعة، أو لا يجوز.فما رأيكم هل أستمر، أم أتوقف، وماذا كان يقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- كل يوم؟وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء لا دليل على ما يسمى السبع المنجيات، والأحاديث التي ذكرتها منها ما هو صحيح الإسناد، ومنها ما هو ضعيف الإسناد، وتوضيح ذلك كما يلي:
1ـ الحمد لله رب العالمين هي أفضل سور القرآن، فعن أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له:
ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد، فذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخرج من المسجد، فذكرته، فقال: الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته. رواه البخاري، وغيره.
ولكن لم يخصها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة كل يوم في غير الصلاة.
2ـ حديث: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر. متفق عليه.
والحديث ظاهر في أنه كان يقرؤهما في صلاة الفجر من يوم الجمعة، لا كل يوم في أي وقت.
3ـ حديث (يس قلب القرآن)، حديث لا يصح إسناده، ومثله حديث قراءة سورة الدخان في كل ليلة، وحديث الذي فيه أن من قرأ سورة الواقعة لا تصبه فاقة، لا يصح أيضا، وانظر الفتوى: 27354 والفتوى: 5110
4 ـ ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ سورتي السجدة، والملك، كما تقدم في الفتوى: 46598
5ـ الحديث الذي رواه أبو هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في العشاء الآخرة بـ {والسماء ذات البروج}، {والسماء والطارق}.
قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد:
رواه أحمد، وفيه أبو المهزم ضعفه شعبة، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي. اهـ.
ولا شك أن القرآن الكريم كله - والسور المذكورة من ضمنه - شفاء، ورحمة، ونجاة لمن تمسك به، وعمل بما فيه، أو طلب الشفاء، والعلاج به، ولكن لم يرد في الشرع فيما نعلم تخصيص تلك السور بتسميتها بالمنجيات، إلا سورة الملك، فقد جاء فيها حديث: هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر. رواه الترمذي بإسناد فيه ضعف، وأما غيرها من السور المذكورة، فلم يرد بخصوصها شيء مما ذكره السائل، ولا بقراءتها بخصوصها في كل يوم، فمثل هذا التخصيص، واعتقاد الفضيلة الخاصة يدخل في حيز البدعة، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف. وانظر ضابط البدعة الإضافية في الفتوى: 631، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى : 27184.
والله أعلم.