السؤال
شعري مجعد، وعندما أربيه، يكون ملفوفا حول نفسه، وليس مسرحا، وشكله مقبول بالنسبة لي وللناس، بل إن بعض الشباب يحولون شعرهم الناعم ليصبح مثل شعري. فهل ظهوره بهذا الشكل يعد من باب عدم إكرامه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ مع العلم أني أنظفه دائما. فهل تربيتي له فيها إثم، أم هي من العادات المباحة؟ مع العلم أنه ليس تشبها بالكفار.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان أن تجعيد الرأس ليس بمحرم إذا لم يتضمن محذورا كالتشبه بالكفار ونحوه، كما في الفتوى: 139895.
ومجرد تجعيد الشعر، لا يظهر أنه ينافي إكرام الشعر، وعلى كل حال؛ فإكرام الشعر مستحب، وليس بواجب.
جاء في المغني لابن قدامة: ويستحب ترجيل الشعر وإكرامه، لما روى أبو هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: من كان له شعر فليكرمه. رواه أبو داود. اهـ.
وفي المجموع شرح المهذب للنووي: قال أصحابنا يستحب ترجيل الشعر ودهنه غبا -وهو أن يدهن ثم يترك حتى يجف الدهن ثم يدهن ثانيا- وتسريح اللحية: لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من كان له شعر فليكرمه. رواه أبو داود بإسناد حسن.
وعن عبد الله بن مغفل، بالغين المعجمة، -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبا. حديث صحيح، رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم. رواه النسائي بإسناد صحيح. اهـ.
وفي المسالك في شرح موطأ مالك لابن العربي: وقوله: "وأكرمها" يريد إصلاحها وتجميلها بالدهن، وما يجري مجراه مما يحسن به الشعر، فيكون ذلك إكراما وصيانة من الشعث والدواب والوسخ، ولذلك كان أبو قتادة يوالي دهنها وإصلاحها. اهـ.
وفي شرح سنن أبي داود لابن رسلان: (فليكرمه) بأن يصونه عن الأوساخ والأقذار، ويتعاهد ما اجتمع في شعر الرأس من الدرن والقمل، فالتنظيف عنه بالغسل والتدهين والترجيل مستحب، وإن لم يتفرغ لتنظيفه، فيكرمه بالإزالة بالحلق ونحوه، وراجع للفائدة الفتوى: 459661.
والله أعلم.