السؤال
ما حكم قول الزوج لزوجته: لم أر خيرا مذ تزوجتك؟ والسبب: انتظاره لترقية في عمله لم يحصل عليها، رغم تعبه للوصول لها، لكنه ربط سبب عدم الترقية بوجودي في حياته. فهل يمكن أن أكون السبب في ذلك؟ علما أنني أشعر بالحزن عندما يقول لي هذه الجملة. وقد قرأت حديثا عن المرأة الشؤم، ولكني لم أفهم معناه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن التشاؤم من الزوجة، واتهامها في كونها سبب الحرمان من الترقية؛ يعتبر من الطيرة المنهي عنها، وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون: قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم {يس:18}، قال الطبري يعنون: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.. يقول تعالى: قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم. أي: أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم، ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم، وسبق لكم من الله. اهـ.
وقال ابن حجر: ولا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه، ولا له فيه مدخل، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر، فتنفر النفس منه... انتهى بتصرف.
وانظري لبيان علاج الطيرة فتوانا: 64305، 14326.
وأما عن الحديث، فلعلك تعنين ما في الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار.
وقد مر لنا الكلام على معنى هذا الحديث مرارا، وبينا أنه ليس على إطلاقه عند كثير من أهل العلم، وأن معنى الشؤم في المرأة هو كونها غير ولود، أو كونها سليطة اللسان، سيئة الخلق، وعلى هذا لا يرد ما ذكرت في السؤال، وتنظر الفتاوى: 61432، 143575، 436615
والله أعلم.