السؤال
نقرأ كثيرا في القرآن الكريم كلمات مسلمين وكلمات مسلمون، سؤال: هل الإسلام موجود قبل مولد محمد صلى الله عليه وسلم، هل المسلمات والمسلمون موجودون قبل مولد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني قبل الإسلام؟ وشكرا.
نقرأ كثيرا في القرآن الكريم كلمات مسلمين وكلمات مسلمون، سؤال: هل الإسلام موجود قبل مولد محمد صلى الله عليه وسلم، هل المسلمات والمسلمون موجودون قبل مولد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني قبل الإسلام؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وربط به هدايتهم وحكم على من ابتغى غيره من الأديان بالخسارة، قال الله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام [آل عمران:19]، وقال تعالى: وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا [آل عمران:20]، وقال الله تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران:85]، وقال تعالى: كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون [النحل:81]، وقد وصف الله تعالى المتمسكين بدينه الحق بالإسلام سواء كانوا أنبياء أو أتباع الأنبياء، فقد أخبر الله تعالى أن إبراهيم ويعقوب أوصيا بالموت على الإسلام، وأن إبراهيم كان من المسلمين، وذلك حيث يقول تعالى في شأن إبراهيم: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين* ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون [البقرة:131-132]
وأخبر أن بني يعقوب أقروا على أنفسهم بالإسلام فقال: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون [البقرة:133].
وأخبر أن إبراهيم وإسماعيل كانا يقولان في دعائهما: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وقد وصف إبراهيم بالإسلام ونفى عنه اليهودية والنصرانية فقال: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين [آل عمران:67]، وأخبر أن سحرة فرعون بعد إسلامهم دعوا الله تعالى فقالوا: ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين [الأعراف:126].
وأخبر أن نوحا عليه السلام قال في خطابه لقومه: فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين [يونس:72]، وأخبر أن موسى عليه السلام قال في خطابه لبني إسرائيل: وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين [يونس:84]، وأخبر أن سليمان عليه السلام قال في رسالته لسبأ: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين [النمل:31]، ووصف سبحانه وتعالى بيت لوط بالإسلام فقال فيهم: فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين [الذاريات:36]، وأخبر تعالى أن الحواريين أشهدوا عيسى على إسلامهم فقال: فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون [آل عمران:52]
وبهذا يعلم أن الإسلام امتداد لدين الله الذي شرعه للبشر من قديم الزمان، وأن من يحاربونه هم الذين انحرفوا عن المنهج الصحيح الذي كان عليه الأنبياء وأصحاب موسى وعيسى ولكن ذلك لن يطفئ نور الله؛ بل سيصل دينه كل بيت وينال العز من تمسك به وينال الذل والصغار من أبى عنه، فعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، لا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر.
وكان تميم الداري يقول: عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرا الذل والصغار والجزية. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
والله أعلم.