السؤال
السادة العلماء: كنت قد سألت في المرة السابقة عن إمام يقرأ في صلاة الفريضة الجهرية يقرأ الفاتحة فيقول اهدنا الزراط المستقيم بدل الصراط المستقيم عامدا، ويفهم الناس أن هذه القراءة صحيحة ويجوز القراءة بها في الصلاة، وفي خطبة الجمعة يفهم الناس بأن هذه القراءة صحيحة، السؤال: هل هذه القراءة صحيحة، وهل يجوز القراءة بها في الفريضة، أرجو إجابتي بالتفصيل لأنكم أجبتموني في المرة السابقة ولم أفهم الجواب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قراءة إشمام الصاد بالزاي من كلمة الصراط وصراط بسورة الفاتحة قراءة صحيحة ومتواترة، وهي قراءة حمزة الكوفي أحد القراء السبعة، قال الإمام الشاطبي في نظمه حرز الأماني لتيسير أبي عمرو الداني:
والصاد زايا أشمها * لدى خلف، واشمم لخلاد الأولا
وخلف وخلاد هما راويا حمزة المذكور.
وعلى هذا؛ فهذه القراءة صحيحة ومتواترة وتجوز القراءة بها في الصلاة فريضة كانت أو نافلة وفي غيرها وتعليمها للناس، قال الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في المراقي في أصول الفقه: تواتر السبع عليه أجمعوا.
ولكن لا ينبغي للقارئ أو الإمام أن يشوش على العوام بالقراءة التي لم تكن مألوفة عندهم، وخاصة إذا كان ذلك في الصلاة لئلا يؤدي ذلك إلى الانشغال به عن الخشوع الذي هو أساس الصلاة، وروحها، وربما يؤدي بالبعض منهم إلى الشك في صحة هذه القراءة.
ولهذا ننصح الأئمة والقراء الذين لهم معرفة بالقراءة أن يعقدوا حلقا لتعليم القراءات في المساجد وفي غيرها حتى يشيعوا جوا من الثقافة العامة عن القراءات فيتقبلها الناس، ولا ينسبوا من قرأ بغير ما ألفوا إلى الجهل أو إفساد القرآن أو يظنوا أن ذلك مبطل للصلاة وخاصة إذا كان ذلك في الفاتحة، وأن يتجنبوا القراءة بغير المألوف إذا صلوا بالناس.
والله أعلم.