السؤال
منذ فترة قريبة توفي زميل لنا في الجامعة، كان صديقا مقربا لنا، وكان يتمتع بالكثير من الصفات الحسنة، وكان يجتهد في طلب العلم، وتقديم المساعدة لمن حوله. كان يساعد جميع زملائه في دراستهم؛ لأنه كان الأول على دفعته. هذا الصديق كان مسيحيا، وكنا نحدثه -دائما- عن الإسلام، وكان يحب الاستماع، وكان يخبرنا أنه يقرأ كثيرا عن الإسلام، ويعلم الكثير من آيات القرآن، والأحاديث، وأحكام الشريعة، وكنا ندعوا له -دائما- بالهداية.
هذا الصديق توفي منذ أسبوعين، وكان ينقذ فتاة كانت تحاول الانتحار، وأنقذها، ولكن شاء الله أن يغرق هو في المياه قبل أن يتم إنقاذه، وبعدها سمعنا من أحد الأشخاص أنه أسلم قبل وفاته بعشرة أيام، ولكننا غير متأكدين من هذا، فليس لدينا دليل غير هذا الكلام، وسمعنا بعض الكلام من أهله عن أفعال كان يقوم بها توحي أنه كان يمارس شعائر الإسلام، فكنا نريد أن نقوم بصدقة عنه مثل عمل ثلاجة ماء، وتكون نيتنا أن يكون الثواب له، إن كان مسلما، ويكون صدقة لنا، إن لم يكن مسلما، فهل هذا الأمر جائز، أم غير جائز؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشخص الذي أخبر عن إسلامه قبل موته عدلا، فخبره مقبول. ومن ثم، فيعامل هذا الشخص معاملة المسلمين، فيصلى عليه صلاة الغائب، إن تعذرت الصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، وأما إن لم تكونوا متحققين من إسلامه، فيجوز لكم الدعاء له معلقا ذلك بكونه مسلما، ويجوز لكم كذلك الصدقة عنه، إن كان مسلما.
قال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين: وقال شيخنا: كان يشكل علي أحيانا حال من أصلي عليه الجنائز، هل هو مؤمن، أو منافق؟ فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فسألته عن مسائل عديدة منها هذه المسألة، فقال: يا أحمد الشرط الشرط، أو قال: علق الدعاء بالشرط، وكذلك أرشد أمته -صلى الله عليه وسلم- إلى تعليق الدعاء بالحياة، والموت بالشرط فقال: لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. وكذلك قوله في الحديث الآخر: وإذا أردت بعبادك فتنة، فتوفني إليك غير مفتون وقال: المسلمون عند شروطهم، إلا شرطا أحل حراما، أو حرم حلالا . انتهى.
فنسأل الله لهذا الشخص الرحمة والمغفرة -إن كان مات على الإسلام-.
وراجعي للفائدة الفتوى: 471322.
والله أعلم.