السؤال
ما حكم قول هذا الدعاء ثلاث مرات صباحا كرقية شرعية مجربة. “ اللهم فك رهاني المرهونة بالعين العائنة التي لم تذكر الله، ومن الأنفس الخبيثة الحاسدة، ومن السحر، وعقده، ومن مس الشياطين، ومن سائر الأمراض والأسقام، ما علمنا منها، وما لم نعلم، إن الله بصير بالعباد “؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في قراءة هذا الدعاء كل صباح، لا سيما وأنه مجرب في الرقية، وقد وسع النبي -صلى الله عليه وسلم- في باب الرقى، وأقر الصحابة على ما اعتادوه من الرقى بشرط خلوها من الألفاظ الشركية.
فعن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.
وقد رقى أحد الصحابة رجلا لديغا بسورة الفاتحة، ولم يكن عنده علم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها رقية تنفع من سم العقارب والثعابين.
فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم، حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية، ثم قال: قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وانظر للفائدة الفتويين: 53790 / 4310.
والله أعلم.