السؤال
كيف لمن اشتدت عليه شهوته فكثرت آلامه وأوهامه وأكثر عليه شيطانه من وساوسه وخيله ورجله وزادته أمارته بالسوء وقاحة وقلة حياء فوق جرأته واندفاعه فضعفت بذلك عزيمته وقلت حيلته وهو الذي بالأمس كان قادرا على كبح جماح نفسه كما كان صارما في الإمساك بخطام رغباته العفيف في سيرته النقي في سريرته قد صار اليوم يشكو عجزا في قلبه وتعبا في عقله واضطرابا في مزاجه حتى إنه ليكاد أن يورد نفسه موارد فيها هلاكه، ويسلك بها سبلا فيها حتفه وهو رغم ذلك لم يرم سلاحه ولم يعلن استسلامه بل لا يزال قادرا على مجاهدة نفسه والقضاء على نزواته وما ذلك إلا بفضل التوكل على الله عز وجل في قدرته ورحمته فلا يزال سبحانه يتداركه برحمته ويخرجه من أزماته رغم كثرة ذنوبه ومعاصيه، إلا أنه يخاف أن يزيد وهنه ويثاقل إلى الأرض بآثامه فلا يملك بعد عثرته سبيلا إلى قومته فيغلبه بذلك شيطانه ويصدق عليه وعده فيسوقه إلى جهنم والعياذ بالله سبحانه من السعير وزفرته ومن الجحيم ولفحته، فكيف سادتي العلماء من كان هذا حاله والفتن من حوله وهو لا حول له أن يتجاوز محنه ويعود إلى رشده وقوته، أرشدونا جزاكم الله بخير ما يجازي به الصالحين من عباده؟