من آداب نصيحة القريب الذي لا يصلي ولا يغتسل

0 274

السؤال

والد زوج أختي لا يصلي وأيضا لا يغتسل ولا يبدل ثيابه إلا بعد أشهر وعندما تتسخ جدا يعني وضعيته مزرية جدا حتى أن أختي تتقيأ عندما تشم رائحته ولقد حاول زوجها وإ خوته مرارا و تكرارا التأثير عليه لكي يغتسل ويصلي ولكنه في كل مرة يغضب بشدة ويقول لهم: لا تتدخلوا في شؤوني.
السؤال هو: أن أختي رفضت استضافته على حالته تلك وهي تخشى الله وتخاف أن تكون بذلك سببا في عقوق زوجها لأبيه مع العلم أن الزوج هو أيضا يقرف من حالة أبيه ويخشى الله ويخاف أن يكون بذلك عاقا لوالده فما رأي الشرع في ما سلف ذكره؟ وكيف نتعامل مع هذه الوضعية دون الوقوع في معصية الله بعقوق الوالد؟
جزاكم الله عن الاسلام كل خير وجمعني وإياكم في جنات الخلود آمين وصل اللهم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإحسان إلى الوالد واجب على بنيه، سواء كان طائعا أم عاصيا مسلما أو كافرا ما دام ذلك في حدود طاعة الله، ويدل لذلك عموم قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا. [الأحقاف:15]

ومثل ذلك الإحسان إلى الجيران، وآكد الجيران وأعظمهم حقا بالنسبة للمرأة والد زوجها.

قال الله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب. [النساء:36]

وعلى الأبناء والجيران أن يحرصوا على هداية الوالدين والجيران، وأن ينصحوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يكثروا الدعاء لهم، ويسألوا الدعاء لهم ممن ترجى استجابة دعائه، وأن يصبروا على ذلك ولا يملوا. ويمكنهم الاستعانة بغيرهم ممن يؤثر كلامه من المعاصرين أو أئمة المساجد أو غيرهم من العلماء، والاستعانة بما تيسر من الوسائل كالشريط الإسلامي والكتب النافعة.

فإن بعض الناس قد يأبى قبول كلام أحد استصغارا له، ولكنه يقبل من معاصريه، وقد يتأثر إذا سمع الحق في شريط وهو منفرد، وكذا إذا قرأ كتابا في الموضوع الذي تحصل منه بعض الأخطاء فيتوب بسبب ذلك، ويمكن عند عدم سماعه الكلام أن يواظب أبناؤه على إقامة درس يومي في المنزل يقرؤون فيه بحضرة الأب من أحاديث الترغيب في الصلاة والطهارة، والترهيب من تركهما، ومن أحسن الكتب في ذلك: رياض الصالحين، وصحيح الترغيب والترهيب، والمتجر الرابح في ثواب العمل الصالح. 

هذا، وليعلم أن زوجة الولد ليس من الضروري جلوسها مع أبي زوجها، وإنما تكرمه بما تيسر من إطعام وإيواء، وتحرض زوجها على بره والإحسان إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة