السؤال
ما حكم من سب دين النصارى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن كان القصد بدين النصارى الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام فإن ذلك لا يجوز، بل هو كفر. ولا يجوز سب أي دين من الأديان التي جاء بها الأنبياء السابقون، فالدين الذي جاء به الأنبياء جمعيا واحد، والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء؛ كما قال تعالى: [آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله] (البقرة: 185). وسب أي دين من أديان هؤلاء أو شتمه أو الاستهزاء به يعتبر كفرا، قال تعالى: [قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم] (التوبة: 65-66)
وقال تعالى: [شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه] (الشورى: 13).
أما إن كان القصد بالدين ما أحدثه النصارى من التحريف والتبديل والشرك والخزعبلات فهذا لا مانع من سبه ووصف أصحابه بالشرك والكفر.
فقد قال الله عز وجل: [لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة] (المائدة: 73).
ولكن ذلك إذا كان يؤدي إلى سب الإسلام أو نبيه فإنه لا يجوز سدا للذريعة، فقد نهى الله عز وجل عن سب أصنام المشركين حتى لا يؤدي ذلك إلى سب الله عز وجل، فقال تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم] (108).
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 19944.
والله أعلم.