كيفية التصرف مع المجاهر بالفاحشة

0 5

السؤال

أنا معلمة قرآن لبنات في بداية المراهقة في مؤسسة قرآنية كبيرة، هناك طالبة تكلمت مع طالبات صغار أنها تخرج مع شباب.
كلمت ولي أمرها وحاولنا أن نعالج الأمر ولم أخبر أحدا بذلك، ثم تكلمت الطالبة مع زميلاتها بمقدمات الزنى وأنها تفعل أشياء هكذا مع شاب، فأخذتها إلى الإدارة وأخبرتهم بكل شيء، وقد قررت الإدارة طردها وإخبار ولي أمرها.
هل كان يجب علي أن أسترها، فأنا متخوفة من أن الله لن يسترني يوم القيامة؟ مع العلم أنها لم تتوقف إلى الآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:           

فقد كان يفترض أن تنهيها أولا عما تفعله من المنكرات، وعن إشاعته ونشره بين الطالبات، فإن انتهت فاستري عليها ولا تخبري أحدا بأمرها، فإذا أصرت أو علمت بأن نهيك إياها لا يفيد ولا يكفها عن أخلاقها السيئة، فالصواب هو ما فعلته من رفع الأمر إلى إدارة المدرسة لتأخذ على يد تلك الطالبة، وتسعى في تقويم أخلاقها، أو طردها لكي لا يسري شرها إلى بقية الطالبات، وتفسد أخلاقهن، فإن المجاهر بالمعصية الذي يتحدث بما فعله منها لا يستر عليه.

قال ابن الجوزي في كشف المشكل من الصحيحين: المجاهرون: الذين يجاهرون بالفواحش ويتحدثون بما قد فعلوه منها سرا، والناس في عافية من جهة أنهم مستورون، وهؤلاء مفتضحون. اهـ.

وقال المناوي في فيض القدير: (كل أمتي معافى) اسم مفعول من العافية، وهو إما بمعنى عفا الله عنه، وإما سلمه الله وسلم منه (إلا المجاهرين) أي المعلنين بالمعاصي المشتهرين بإظهارها الذين كشفوا ستر الله عنهم. اهـ. 

وراجعي المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة، وذلك في الفتوى: 318262.

فتبين أنه لم يكن عليك ستر تلك الطالبة، بل الصواب هو السعي في كف شرها، والتبليغ عنها. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة