هل يسجد للسهو إن تباعد عن مكانه أو طال الزمن

0 366

السؤال

سؤالي هو الآتي : في إحدى صلوات العشاء و إثر انتهاء الركعة الأولى تأخر الإمام عن تلاوة الفاتحة عند القيام إلى الركعة الثانية ، فسمعت أحد المأمومين يقول سبحان الله ، فتلا الإمام سورة الفاتحة ثم سورة قصيرة و أكمل الصلاة كما ينبغي أن تكون وبعد التشهد الأخير ورد السلام ، قام بسجدتي السهو ، و نظرا لكونه لم يخطئ في عدد الركعات لم أقم معه بسجدتي السهو وإنما أنهيت صلاتي عند رده السلام قبل أن يسجد سجدتي السهو ، ثم سألته لماذا قام بسجدتي السهو مع أن عدد ركعاته صحيحة فأجابني بأنه لما انتهى من الركعة الأولى جلس للتشهد ظنا منه بأنها الركعة الثانية ثم قام للركعة الثانية لما سمع كلمة سبحان الله ، أما أنا فإنني لم أجلس معه نظرا لكوني لا أراه باعتبار أني أنظر إلى موضع سجودي ، فأمرني بأن أقوم بسجدتي السهو ما دمت لم أغادر المسجد. سيدي الكريم ما هو الصواب في هذه الحالة ؟ جازاكم الله خيرا ووفقكم لما فيه خير البلاد والعباد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصواب أن عليك أن تسجد سجود السهو ما دام إمامك قد صدر منه ما يترتب عليه السجود المذكور، ففي المهذب في الفقه الشافعي: فإذا سها الإمام لزم المأموم حكم سهوه، لأنه لما تحمل الإمام عنه سهوه لزم المأموم أيضا سهوه. انتهى.

وقال ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة: وإذا سها الإمام وسجد لسهوه فليتبعه من لم يسه ممن خلفه.

فكان عليك أن تسجد عند تنبيه الإمام لك وأنت في المسجد، قال ابن قدامة في المغني: إذا نسي سجود السهو ثم ذكره قبل طول الفصل في المسجد فإنه يسجد سواء تكلم أو لم يتكلم وبهذا قال مالك والأوزاعي والشافعي وأبو ثور. انتهى.

فإذا خرجت من المسجد ولم تسجد فليس عليك سجود بعد ذلك وصلاتك صحيحة، وراجع الفتوى رقم: 27240.

ومن أهل العلم من يرى مشروعية السجود المذكور بعد الخروج من المسجد، وبعد حصول وقت طويل بعد الصلاة، حتى ولو بعد سنة وهذا هو مذهب المالكية، قال الشيخ خليل في مختصره ما معناه: وليسجد البعدي وإن بعد شهر.

قال ابن قدامة في المغني: وحكى ابن أبي موسى عن أحمد رواية أخرى أنه يسجد وإن خرج وتباعد وهو قول ثان للشافعي، لأنه جبران يأتي به بعد طول الزمان كجبران الحج، وهذا قول مالك إن كان لزيادة. انتهى.

وعليه؛ فيشرع لك سجود السهو ما دمت في المسجد وخارجه عند بعض أهل العلم وصلاتك صحيحة إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة