ضوابط التعامل بين الطبيبة والطبيب في بيئة العمل

0 3

السؤال

أنا طبيبة، فما حد المسافة: مقدارها، التي ينبغي أن تكون بيني وبين الطبيب الأعلى مني، الذي أعمل معه، وأتعلم منه؟
وعندما يتحدث هذا الطبيب مع غيري من الطبيبات أو الممرضات بكلام فيه مزح، ولا حاجة له، أثناء تواجدنا في العيادة أو الراوند. هل صمتي يكفي أم ينبغي أن أشير إلى حرمة هذا، مع العلم أنهم جميعها يكبرونني سنا؟ كذلك إذا اغتابوا طبيبا آخر أمامي؟
أحيانا يحدث شيء مضحك: "مريض قال قصة مضحكة" فأضحك بوجود هذا الأخصائي؟ هل يجوز ذلك أم يحرم؟
كذلك ما واجبي الديني تجاه مريض يتعاطى الكحول مثلا: -هذا نصادفه كثيرا، مع أننا في مجتمع محافظ، وبلد مسلم- أشعر بالحرج حينما نقدم للمريض علاجا دوائيا مثلا، ونقول له: أوقف الكحول؛ لأنه يسبب مشاكل عضوية، ولا نقول له هذا من ناحية حرمته دينا.
فماذا نقول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا ضابط الاختلاط المحرم، وهو: الذي لا يكون فيه تمايز بين الرجال والنساء، بحيث تحدث مماسة ونحوها من دواعي الفتنة.

وراجعي الفتوى: 168695

 وليست هنالك مسافة معينة مطلوب أن تكون بين المرأة وبين الرجل الأجنبي، ولكن المطلوب أن يوجد التمايز الذي أشرنا إليه سابقا، فيبتعدان عن بعضهما بما تنتفي به المماسة، ونحو ذلك.

وضحك المرأة مع الرجال الأجانب، إن كان على وجه قد يؤدي للفتنة؛ فإنه منكر لا يجوز لها فعله. كما بينا في الفتوى: 334003.

والمنكر في مكان العمل كغيره في أي مكان، فإنكاره فرض كفاية، وقد يكون فرض عين في حق من لم يطلع عليه غيره.

فعلى المسلم أن ينكره بحسب استطاعته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وانظري الفتوى: 350050.

وينكر الصغير على الكبير، كما ينكر الكبير على الصغير، ولكن ينبغي مراعاة الآداب والحكمة في ذلك ومراعاة الوقت والمكان المناسبين لذلك.

وللمزيد يمكن مراجعة الفتوى: 477976

ولا حرج في إعطاء الدواء للمدمن، مع تنبيهه على تأثير الكحول على المشاكل العضوية، والاقتصار على ذلك. 

لكن الأكمل والأولى: أن يبين له وجوب اجتنابه شرعا، وخطورة الإصرار على تناوله في الآخرة؛ لعله إذا تركه يتركه لوجه الله؛ فيكون مثابا على تركه.

لأنه لو تركه خوفا على نفسه فقط، لم يكن له أجر في تركه، بينما لو تركه امتثالا لأمر ربه؛ حصل على الحسنين معا: تجنب ضرر استعماله، والثواب على تركه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات