أنا أعيش في بريطانيا، فهل يجوز أن آخذ قرضا من الحكومة لدراسة أبنائي في الجامعة، مع العلم أن هذا القرض متوفر للجميع، ولكن بعد انتهاء الدراسة والبدء في العمل، يجب البدء في سداده، ويترتب عليه ربا. ولكن إذا سافرت أو لم تعمل بعد التخرج، فلست مطالبا بإعادة أي أموال للحكومة. فإذا أخذت ابنتي القرض، ثم سافرت إلى دولة أخرى، فلن تضطر إلى إرجاع أي شيء، فهل يجوز أن نأخذ القرض ونحن ننوي عدم السداد بعد الدراسة؟ وهل هذا حلال؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز أخذ الدين مع نية عدم الوفاء، سواء أكان لجهة خاصة أو عامة؛ فالواجب عند الاقتراض العزم على الوفاء، فإذا كانت النية هي السفر بعد التخرج، لكي لا يسدد القرض، فلا تجوز هذه النية، أما نية السفر بعد التخرج مجردة عن هذا المقصد، فلا يظهر حرج فيها. 

وأما حكم القرض نفسه، فهو الحرمة ما دام يترتب عليه زيادة ربوية، ويسثنى من ذلك -عند بعض المعاصرين- من لا يجد سبيلا لإكمال تعليمه إلا من خلال القرض، وراجع في ذلك الفتويين: 336088، 211204. 

والله أعلم.