ذكر الله تعالى بين الوجوب والاستحباب

0 7

السؤال

هل آثم إذا لم أذكر الله في أوقات أكون مشغولا فيها بأشياء أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:    

فإن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة الثواب؛ فينبغي للمسلم الإكثار منها دائما -ما أمكن-، ففي صحيح البخاري، ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.

والأصل في ذكر الله تعالى الذي ليس له ما يوجبه الاستحباب، فلا تأثم إذا لم تذكر الله تعالى، سواء كنت مشغولا بشيء أم لا.

والأفضل للمسلم بلا شك أن يكون لسانه دائما رطبا بذكر الله تعالى، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: الذكر محبوب مطلوب من كل أحد، مرغب فيه في جميع الأحوال، إلا في حال ورد الشرع باستثنائها، كحال الجلوس على قضاء الحاجة، وحال سماع الخطبة على ما يأتي.

ودليل استحبابه أن الله أمر به في آيات كثيرة، ونهى عن ضده من الغفلة والنسيان، وعلق الفلاح باستدامته وكثرته، وأثنى على أهله، وجعلهم أهل الانتفاع بآياته، وأنهم أولو الألباب، وأخبر عن خسران من لها عن الذكر بغيره، وجعل ذكره تعالى لأهله جزاء ذكرهم له، وأخبر أنه أكبر من كل شيء، وجعله قرين الأعمال الصالحة، وجعله مفتتحها ومختتمها في آيات كثيرة، يرد بعضها أثناء هذا البحث، لا نطيل بذكرها هنا.

وقد يكون واجبا، ومن الذكر الواجب: بعض أذكار الصلاة، كتكبيرة الإحرام، وقراءة القرآن.

وقد يحرم الذكر في أحوال خاصة، كالذكر في حال خطبة الجمعة. انتهى.

وراجع المزيد في الفتوى: 186629، وهي بعنوان: هل يؤجر من ذكر الله تعالى بلسانه دون قلبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة