مفهوم قول (ما يضر الشاة سلخها..) مع حديث (كسر عظم الميت..)

0 17

السؤال

هل في قول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها وأرضاها-: "ما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها"، تعارض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كسر عظم الميت ككسره حيا"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هناك تناقض من حيث الإجمال بين الحديث الشريف، وقول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: كسر عظم الميت ككسره حيا - يعني في الإثم، وأنه لا يهان الميت، كما لا يهان الحي.

بينما حاصل عبارة أسماء بنت أبي بكر: أن الميت لا يتألم بما يصيب بدنه بعد وفاته، ولا يشعر به. وظاهره: أنها كانت تهون على ابنها عبد الله بن الزبير ما قد يصيبه إذا قتل من الصلب والتمثيل بجثته، فلا ينبغي أن يكون خوفه من ذلك سببا لجبنه عن قتال أعدائه.

هذا، وقد يفيد قول النبي صلى الله عليه وسلم: كسر عظم الميت ككسره حيا - أن الميت يتألم كما يتألم الحي.

قال المبارك فوري في (مرعاة المفاتيح): ويحتمل أن الميت يتألم كما يتألم الحي. ويؤيده ما أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: أذى المؤمن في موته، كأذاه في حياته. قال ابن عبد البر: يستفاد منه أن الميت يتألم بجميع ما يتألم به الحي. انتهى.

وحينئذ يمكن تأويل مقولة أسماء بنت أبي بكر بأنها تصبره على أن ما سيفعل به لا ينقص من قدره عند الله -تعالى- ولا عند الناس، ولو كان فيه ألم آني، أو أنها تكلمت بظنها، وليس بالضرورة أن يكون ظنها موافقا لما في نفس الأمر. وللفائدة انظر الفتويين: 46874، 40753.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات