أحوال صلاة الجماعة لصاحب السلس

0 5

السؤال

عندي مرض البواسير، وعند غسل منطقة البواسير ينزل بعدها سائل نجس، وكلما زاد الوقت بعد الغسل زاد ذلك السائل، فإذا دخل وقت الصلاة، وتوضأت، وصليت مباشرة بالمنزل، فسوف يكون ذلك السائل قليلا، ومن الممكن أن أكمل الصلاة ولم ينزل بعد، لكني إذا ذهبت إلى المسجد، فسوف ينزل ذلك السائل بالتأكيد؛ بسبب مسافة الطريق، وانتظار إقامة الصلاة، فماذا أفعل؟ هل أصلي بالبيت أو أذهب للمسجد؟ وماذا عن صلاة الجمعة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فإن كان هذا المريض يتيقن أنه لو صلى في بيته، لم يلحقه السلس؛ فيصلي بطهارة صحيحة؛ فإنه يفعل هذا، وتسقط عنه الجماعة حينئذ؛ لأن الصلاة بطهارة متيقنة مقدمة على الجماعة، و" الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من المتعلقة بمكانها " كما في الأشباه والنظائر للسيوطي، وانظر الفتوى: 114190.

وأما إن كان السلس يلحقه بكل حال، ولكنه يزيد إذا ذهب للمسجد؛ فلا فائدة من صلاته في البيت -والحال هذه-، بل يفعل ما يفعله صاحب السلس -من التحفظ، والوضوء بعد دخول الوقت-.

وعليه أن يذهب لصلاة الجمعة، ولا تسقط عنه الجمعة للسلس، ويسعه أن يتوضأ قبل الزوال؛ عملا بقول الحنابلة القائلين: إن وقت الجمعة يدخل بارتفاع الشمس، وكذا طهارته صحيحة عند المالكية، القائلين: إن الحدث الدائم لا ينقض الطهارة، وهو قول قوي، يسع العمل به، كما ذكرنا ذلك في الفتوى: 141250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة