حكم تبادل الحديث داخل المسجد

0 644

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيممارأيكم في هذا الحديث -إذا دخل المصلي إلى المسجد وجلس يتحدث مع شخص آخر قبل بداية الصلاة، تقول له الملائكة: اسكت ياولي الله، وإذا واصل في الحديث تقول له الملائكة اسكت ياعبدالله وإذا واصل في الحديث تقول له اسكت يا عدو الله وإذا واصل في الحديث تقول له اسكت عليك لعنة الله . ماهو مدى صحة هذاالحديث ومارأي الشرع في التحدث داخل المسجد قبل الصلاة أوبعدها وخاصة بين الأذان والإقامة علما بأن الكلام -دنيوي أي خارج أمورالدين-وعندنا في البلاد بعض الاشخاص العارفين بأمور الدين كأستاذ التربية الإسلامية مثلا قالوا إن التحدث داخل المسجد يجوز فمارأي فضيلتكم مع العلم بأن هذه العادة جرت على الأغلبية وصدقوني أدخل المسجد وخاصة بين الأذان والإقامة كأنني دخلت إلى سوق أو مقهى ...لكثرة الضوضاء فيه أغيثونا يرحمكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على سند لهذا الحديث، وإنما أورده بعض الفقهاء في كتبه من غير سند، وهو يخالف الأحاديث الصحيحة الدالة على جواز الحديث في المسجد كحديث جابر رضي الله عنه: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم أي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وانظر لذلك الفتوى رقم: 9967.

وهذا يدل على أنه لا يصح نسبة هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه لا يوجد في المسانيد والكتب المشهورة، قال ابن الجوزي رحمه الله: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الأصول ، فاعلم أنه موضوع.ا.هـ. وقال السيوطي رحمه الله في تدريب الراوي: معنى مناقضته للأصول أن يكون خارجا عن دواوين الإسلام والمسانيد والكتب المشهورة.ا.هـ. إلا أننا نقول: إن الكلام في المسجد إذا كان برفع الصوت وكان فيه تشويش على المصلين والتالين فإنه يكره وقد يصل إلى حد الحرمة.

قال الإمام النووي رحمه الله: تكره الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه ونشد الضالة. ويؤيد هذا ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثا وإياكم وهيشات الأسواق. قال النووي: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن.ا.هـ.

وإننا نخشى على من يرفع صوته في المساجد ويكون ذلك ديدنه أن يكون من الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة. رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني. فالواجب الحذر من اتخاذ المسجد لغير ما بني له حتى يكون كالأسواق فإنه إنما بني للذكر والصلاة وقراءة القرآن.

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة