السؤال
حلفت على ترك ذنب، وقلت: "اللهم لا تقبل مني كفارة يمين إلا أن أدفع هذا المبلغ من المال ككفارة لليمين عندما أتوظف، لأطعم به الفقراء والمساكين" (وكان ذلك للتشديد على نفسي). ثم وقعت في هذا الذنب. مع العلم أنني لا أملك المال الآن، ولم أتوظف بعد. فما حكم الآن؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاؤك بأن لا يقبل الله منك الكفارة، دعاء غير مشروع، وفيه اعتداء، لأنه سؤال لله تعالى ألا يقبل منك الطاعة، فلم يكن يجوز لك ذلك. قال ابن القيم في بدائع الفوائد: فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء لا يحبه الله. انتهى.
ولا يلزمك بهذا الدعاء شيء، ولا تلزمك الصدقة بالمبلغ الذي دعوت ألا تقبل كفارتك، إلا إن تصدقت به، لأن هذا ليس نذرا يجب الوفاء به، والواجب عليك فقط هو كفارة اليمين، وتبرأ بها ذمتك، وسل الله القبول عوضا عما بدر منك من سؤاله عدم القبول. وراجع للفائدة الفتويين: 42979، 318997.
والله أعلم.