السؤال
شخص كان على علاقة بفتاة، ثم تاب منها الطرفان، واتفقا على الزواج عند الاستطاعة، ولكن تبين بعد ذلك سوء سمعة أهلها، وقلة تدينهم، وأن أختها، وابنة عمها مشهورتان بين الشباب بالفاحشة، مع العلم بصلاح الفتاة، وحفظها للقرآن، وحرصها على العبادات، من فرائض وسنن؛ فما رأي الشرع في الزواج منها؟ وماذا ينبغي على الشخص فعله تجاه الفتاة إن أراد عدم الزواج منها؟ وهل يأثم على وعده لها، مع العلم أنها متعلقة به جدا، وكلا الطرفين يحب الآخر؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانا قد تابا من تلك العلاقة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليهما أن يكفا عن كل وسيلة للتواصل.
وأما الوعد بالنكاح، فلا يلزمه، ولا يلزمها، فإن بدا لأحدهما خلاف ما وعد به، فلا إثم عليه، وإن كان الوفاء بالوعد أولى ما لم يكن في ذلك ضرر، فإن رأى هذا الشاب أن تلك الفتاة لا تناسبه، فلا حرج عليه في أن يتزوج بغيرها، ولا إثم عليه في ذلك، حتى وإن كانت هي متعلقة به.
لكن إن كانت ذات دين وخلق، وكانت قد صحت استقامتها وتوبتها، فإنها لا تحمل شيئا من وزر قريباتها المتهتكات، وقد قال الله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى {الإسراء: 15}، وقال سبحانه وتعالى: كل نفس بما كسبت رهينة {المدثر: 38}.
فإن كان متحققا من صحة ديانتها واستقامتها، فليتزوجها وفاء بوعده، وإحسانا إليها باستنقاذها من براثن الشر وبيئة الفساد.
والله أعلم.