دلالة حديث: فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة...

0 1

السؤال

ورد في الحديث الشريف: "إذا علا مني الرجل مني المرأة أذكرا، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا". وقد تعددت تفسيرات العلماء لهذا الحديث.
وبالنظر إلى المعطيات العلمية الحديثة، نعلم أن البويضة تحمل دائما الكروموسوم X، بينما الحيوان المنوي للرجل هو الذي يحدد جنس الجنين (X للأنثى وY للذكر). فهل يمكن أن يكون المقصود بـ "مني المرأة" في الحديث هو "مني الرجل الذي يحمل كروموسوم X"، باعتبار أن هذا هو العامل المحدد لولادة الأنثى؟ علما بأن جميع الأحاديث التي تتحدث عن السائل الذي يخرج من المرأة تشير إليه بوصفه "ماء المرأة" وليس "مني المرأة"، فهل يمكن أن يكون في ذلك دلالة على أن المقصود بـ "مني المرأة" في الحديث أمر مختلف عما هو متعارف عليه؟ وهل يوجد أي تفسير فقهي أو لغوي يدعم هذا التأويل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لفظ الحديث الذي أشرت إليه هو: ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة، ‌أذكرا ‌بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله ... أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان -رضي الله عنه-.

ولا شك أنه لا يمكن أن يراد بـ (مني المرأة) في الحديث مني الرجل!

وعلى كل؛ فقد سبق في الفتوى: 196651، الجواب على الإشكال الذي ذكرته.

وخلاصته: أن حديث ثوبان لا يدل على أن مني المرأة سبب رئيس في تحديد جنس الجنين، وإنما فيه أن لمني المرأة تأثيرا، وهذا لا يخرج مني الرجل عن كونه هو المؤثر الحقيقي في تحديد جنس الجنين، وتأثير مني المرأة إنما هو في اختيار الحيوان المنوي المذكر أو المؤنث من مني الرجل.

وذكرنا أن بعض العلماء -كابن تيمية- يرى أن لفظ حديث ثوبان فيه نظر، وأن المحفوظ هو الأحاديث الواردة في بيان سبب الشبه، لا في سبب تحديد جنس الجنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات