السؤال
لدي خادمة مسيحية أحدثها دوما عن الإسلام وأحببها فيه ولقد قررت أخيرا الدخول في الإسلام عن اقتناع تام، نحن الآن في إجازة في دولة أجنبية لمدة 3 شهور وهي تود الدخول في الإسلام فورا، أنا أعمل على تدريبها على الصلاة كتدريب، ولكن ليس كصلاة لكي تتعلم، كما أني أحفظها بعضا من القرآن دون أن أسمح لها بلمس القران لأنها إلى الآن لم تنطق بالشهادة وأنا لا أعلم ماذا أفعل معها، وكيف أستطيع مساعدتها في اعتناق الإسلام، ماهي الخطوة التي تستطيع بها إشهار إسلامها، قال لي البعض أنها يجب أن تذهب إلى شيخ وتعلن إسلامها ولكننا في دولة غير مسلمة الآن، وكما تعلم أخاف أن أذهب بها إلى شيخ لا أثق به فقد كثر المدعون وأخاف أن لا يكون مصدر ثقه، لذا أرجو أفادتي؟ وجزاكم الله عني وعنها كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام دين الله الذي فطر عليه العباد، والدخول فيه لا يحتاج إلى طقوس ولا أمور رسمية لأنه رجوع إلى الفطرة التي يولد عليها الإنسان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم قرأ أبو هريرة (راوي الحديث) فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أخرجه البخاري ومسلم.
فالواجب على هذه الخادمة النطق بالشهادتين فورا، ولا يشترط أن يكون ذلك الإعلان أمام أحد العلماء أو في المحكمة الشرعية، وبمجرد نطقها بهما معتقدة معناهما تصبح مسلمة لها ما للمسلمين وعليها ما عليهم، وحينئذ يجب عليك لها أن تعلميها الصلاة وشروط صحتها كالطهارة -مثلا- ثم باقي أركان الإسلام، ووجوب طاعة الله تعالى من امتثال أوامره، والانتهاء عما نهى الله تعالى عنه.
ثم إذا عدت إلى بلدك فلتقومي بتسجيل إسلامها في المحكمة الشرعية وتغيير أوراقها الرسمية التي فيها الديانة القديمة لكي تتمكن من الزواج من مسلم ونحو ذلك من المعاملات التي تحتاج إلى شهادة إثبات الدين.
هذا.. وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل أجر دعوتك لهذه الخادمة النصرانية في ميزان حسناتك يوم القيامة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: ..... فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.
ونبشرك بأن ما ستقوم به هذه الخادمة من عبادات فإنه سيكون لك من الأجر مثل ما لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينتقص ذلك من أجورهم شيئا. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله أجر فاعله. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الدال على الخير كفاعله. رواه الترمذي.
والله أعلم.