0 397

السؤال

يا شيخ سمعنا من القرضاوي على برنامج الشريعة والحياة أنه يضعف حديث الفرقه الناجية أي ستفترق أمتي .. وهذا استنادا لقول ابن حزم الظاهري وهذا قد يكون تبريرا منه للجماعات الأخرى والديانات الأخرى حتى لا يغضبوا .. حدثت فتنة هنا بين الشباب فما هو الرد على مثل هذه الشبهة وهل هناك من رد على ابن حزم مع أن الألباني صحح الحديث وهل ابن حزم أهل للتضعيف والتصحيح وكذلك القرضاوي وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي أشرت إليه رواه أبو داود والترمذي وغيرهم عن معاوية بلفظ: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة.

وله شواهد من حديث عبد الله بن عمرو وأنس بن مالك وهو حديث عظيم القدر ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ضعفه فقد أبعد، وقد صححه الترمذي والحاكم والذهبي وابن كثير والحافظ ابن حجر والشاطبي. قال ابن تيمية: هو حديث صحيح مشهور. وقال الحاكم: حديث كبير في الأصول.

وضعفه ابن حزم في الفصل، وكذلك الشوكاني في الفتح الرباني رسالة (2).

وقد رد الألباني على من ضعف زيادة (كلها في النار إلا واحدة) من وجهين: الأول: النقد العلمي الحديثي قد دل على صحة تلك الزيادة (كلها في النار).

ثانيا: أن الذي صححوها أكثر وأعلم من ابن حزم، لاسيما وهم معروفون عند أهل العلم بالتشدد في النقد. ا.هـ

راجع السلسلة الصحيحة رقم: 204 فإنه هام ومفيد.

أما ابن حزم: فلا زال العلماء من بعده ينقلون تصحيحه وتضعيفه للأحاديث، قال الحميدي: كان حافظا للحديث مستنبطا للأحكام، وقال الذهبي إنه رأس في علوم الإسلام متحر في النقل حافظ، إلا أنه لم تكن عنده ملكة المحدثين.

راجع تذكرة الحفاظ وسير أعلام النبلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات