السؤال
أعمل في شركة وطلب مني القيام بعمل حجز لسفر موظفين إلى دولة أجنبية، هل يجوز الحجز لهم على خطوط طيران أجنبية غير السعودية إذا تعذر ذلك، علما بأن بعض خطوط الطيران الأجنبي تقدم خمورا على متن رحلاتها؟
أعمل في شركة وطلب مني القيام بعمل حجز لسفر موظفين إلى دولة أجنبية، هل يجوز الحجز لهم على خطوط طيران أجنبية غير السعودية إذا تعذر ذلك، علما بأن بعض خطوط الطيران الأجنبي تقدم خمورا على متن رحلاتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يتواجد في أماكن المنكرات كالأماكن التي تشرب فيها الخمور سواء كانت طائرات أو غيرها، لغير ضرورة، لأن حاضر المنكر باختياره لغير ضرورة مثل فاعله، كما دل عليه قوله تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم {النساء:140}.
وقد رفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم يشربون الخمر، فأمر بضربهم، فقيل له: إن فيهم صائما، فقال: ابدأوا به، ثم قال: أما سمعت قوله تعالى.. وتلا الآية المتقدمة، وعليه فإذا أمكن الحجز في شركات طيران لا تقدم الخمور على متن رحلاتها، فلا يجوز أن تحجز لهم في شركات تقدم الخمور، لأن ذلك داخل في الإعانة على ارتكاب الحرام، وقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان {المائدة:2}.
أما إذا لم يمكن الحجز في شركات طيران خالية من تقديم الخمور وكانت هناك ضرورة لسفر هؤلاء الموظفين أو حاجة تنزل منزلتها، فلا بأس أن تحجز لهم في شركات تقدم الخمور، لعموم قوله تعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه {الأنعام:119}، وقوله تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج:78}، وقوله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر {البقرة:185}.
والله أعلم.