السؤال
ما حكم الخوض في الذات الإلهية؟ وأرجو أن يرفق جوابكم بالأدلة التي ارتكزتم عليها في الإجابة، ولكم جزيل الشكر.
ما حكم الخوض في الذات الإلهية؟ وأرجو أن يرفق جوابكم بالأدلة التي ارتكزتم عليها في الإجابة، ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن التفكر في ذات الله، فضلا عن الخوض فيها، من المضلات التي يزينها الشيطان؛ ليضل بها الناس، قال الله تعالى: ولا يحيطون به علما {طـه:110}، وقال تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء {البقرة:255}، وقال: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {الشورى:11}، قال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك: أن الشيطان يأتي إلى العامي، فيحمله على التفكر في ذات الله، وصفاته، فيتشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسألون حتى تقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فوالله، إني لجالس يوما، إذ قال رجل من أهل العراق: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني، ثم صحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم له كفوا أحد. انتهى.
قال أبو جعفر الطحاوي: ولا نخوض في الله، ولا نماري في دين الله. قال الشارح: وعن أبي حنيفة -رحمه الله-، أنه قال: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه. انتهى.
قال أبو عبيد القاسم ابن سلام تعليقا على أحاديث الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى: أما هذه الأحاديث عندنا حق، يرويها الثقات بعضهم عن بعض، إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا: ما أدركنا أحدا يفسر منها شيئا، ونحن لا نفسر منها شيئا، نصدق بها ونسكت. قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنها بدعة. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ عن ابن عمر، وحسنه الألباني في الجامع، وفي رواية عند أبي نعيم في الحلية: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله. حسنه الألباني أيضا.
والله أعلم.