السؤال
لي أخت لا تريد أن تخاطبني وذلك بعد ما حصلت هناك مشاكل كبيرة بيننا وذهبت إلى بيتها مع أهلي وزوجتي وقدمنا لها السماح والصلح ولكن عندما تحضر إلى منزل والدي لا تريد أن تتحدث مع أحد غير الوالدين فقط ولا تريد أن تصالح أحدا، ماذا أفعل على الرغم من أنني قدمت لها كل الاعتذارات والسماح، ولكن ما زالت مصرة، وتقول إنني لا أريد أحدا منك أبدا حتى الآن؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي عليك أخي الكريم من الاعتذار قد فعلته، ولذا فإننا نتوجه بالنصح لأختك بأن تقبل العذر، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه والطبراني والبيهقي عن جودان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب المكس. قال: وكيع يعني العاشر.
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: وقال عمر رضي الله عنه: لا تلم أخاك على أن يكون العذر في مثله.
وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر في أذني الأخرى لقبلت عذره. ومن النظم في معناه:
قيل لي قد أسا إليك فلان * وقعود الفتى على الضيم عار
قلت قد جاءنا فأحدث عذرا * دية الذنب عندنا الاعتذار
وقال الأحنف: إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبشر.
وقال الشاعر:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا * إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره * وقد أجلك من يعصيك مستترا
ونذكرها بأن قطع الصلة بينها وبين إخوانها لا يجوز، ويمكن مطالعة الفتاوى التالية برقم: 1764، ورقم: 24115، ورقم: 43852.
والله أعلم.