السؤال
يا فضيلة الشيخ مشكلتي هي: عندما تقوم أخت من الأخوات بمساعدتي أو تقدم لي شيئا يكون بيني وبينها فقط، أكون من داخلي ممنونة لها وعلى استعداد إن طلبت مني أي شيء سأفعل بدون تردد، ولكن عندما أكون مع صديقاتنا ويذكرون اسمها لا أقوم بمدحها أو حتى ذمها فأنا وجهة نظري أنني عندما أذكر ما فعلته من شيء جميل معي قد لا تكون فعلته مع الأخت التي أتحدث إليها فأسبب لها إحراجا أو ما شابه ذلك ولكن عندما تخطئ معي قد أقوم بشكواها ولكني أيضا لا أنسى معروفها بيني وبين نفسي لا أنكر معروفها، وبعد قراءتي لبعض الموضوعات عن أمراض القلب وجدت أنها جميعا تنطبق علي فأنا لا أقوم بذكر المعروف وإن لم أنكره بداخلي ولا أتحمل أخطاءها معي في كل مرة حتى إنني في إحدى المرات كانت أخت تشتكي من ما قدمت لي المساعدة وإذا بي أشكوها أيضا من خطئها في، ولكني أيضا لم أنكر عليها ما قامت به معي في الولادة وقلت لها إنني لم أستطع بمواجهتها في الأخطاء وأنني أتراجع في كل مرة بسبب جميلها معي في الولادة، فهل هذا صحيح مرضا، وإن كان مرضا فكيف العلاج؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ينبغي للمسلم أن يذكر خير أخيه المسلم وينشره ويشجعه على الازدياد من فعل الخير، ويشكره على ما قدمه له من خدمات، وما أسدى إليه من معروف، كما أن عليه أن يستر عليه ما صدر منه من أخطاء وتقصير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه الترمذي وحسنه.
وعلى ذلك فكان ينبغي أن تشكري الأخت التي قامت بمساعدتك وتذكري خيرها وتستري أخطاءها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس. رواه أحمد وأصحاب السنن.
وقد ذكر أهل العلم أن من معاني هذا الحديث، أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه، ويكفر معروفهم، وبهذا يتبين لك خطأ ما وقعت فيه من ستر معروف أختك وعدم ذكره ونشر خطئها.
ولا شك أن هذا مرض يجب أن تعالجيه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني، كما أن عليك أن تكثري من الاستغفار والدعاء لهذه الأخت، ولمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 34287، والفتوى رقم: 8543.
والله أعلم.