السؤال
أنا شاب مصري أبلغ من العمر 24 عاما أعمل في مكتب كمبيوتر في الفترة من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة وأجر المكتب لا يكفي متطلبات حياتي في تكوين نفسي للزواج وما إلى ذلك فوجدت عملا بجانب هذا العمل من الساعة الخامسة حتى الثانية عشر ليلا يعنى سوف اعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشر مساءا، فهذا سوف يعطلني عن الصلاة في المسجد وحضور حلقات الدروس المختلفة وبر والدي والجلوس مع الأصحاب فما حكم الدين في هذه المسألة وهل مسألة البحث عن عمل وأن العمل عبادة ولابد على الشاب أن يكون نفسه ليعف نفسه أمر ضروري أكبر من الصلاة في المسجد. الرجاء لا تتأخروا علي في الجواب لأنني حيران بين أخرتي ودنياي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نرى مانعا من هذا العمل بشرط أن لا يؤدي إلى تضييع شيء من الواجبات الشرعية كالصلاة في المسجد، وحاول أن تقنع الجهة المسؤولة بضرورة أن تسمح لك بأداء الصلاة في أقرب مسجد. فإن لم يسمحوا لك بذلك فإننا لا نجد لك رخصة في التخلف عنها، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص لأعمى سمع النداء في التخلف عنها، مع أنه ليس له قائد يقوده، فكيف بشاب ممتلىء نشاطا وقوة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله وأجملوا في الطلب. رواه ابن ماجة ـ أي اطلبوه بالترفق بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام والشبهات . ثم إنك إذا اشتغلت يوميا ستة عشر ساعة فسوف يرهقك العمل فلاتكاد أن تؤدي الصلاة بطمأنينة وخشوع. وإنك إذا اتقيت الله سبحانه وتعالى فسوف يجعل لك مخرجا ويسرا، لقوله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا *ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق:2ـ3}، وقال تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا{الطلاق: 4}. والله أعلم.