السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيام هي إحدى عشرة ركعة أيضا سنتها بالقيام إطالة كل ركعة لكن إذا أردت أن أقوم من الليل ساعة مثلا فكيف أجمع بين السنتين بحيث أصلي أحد عشر ركعة بساعة وتكون كل ركعة طويلة، ما أقوم به هو أني أصلي ركعتين فقط بساعة أطيل القراءة والركوع والسجود بهما، فهل عملي فيه شيء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر والله أعلم أن إطالة قيامه صلى الله عليه وسلم الثابتة لا يمكن أن تجمع بينها وبين صلاة إحدى عشرة ركعة الثابتة أيضا في ساعة واحدة، بدليل قول عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم: وهن نصف ركعاته فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. وبدليل قيامه صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه وغير ذلك مما يدل على طول قيامه.
وعليه فمن أراد أن يجمع بين فضيلة طول القيام وصلاة العدد المذكور من الركعات فليزد على ساعة واحدة، لكنا نقول للسائل الكريم أنه كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة، فقد ثبت أيضا أنه كان يقوم الليل بأقل منها، ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أنه كان يقوم الليل بسبع وتسع.
وعليه فلو قمت الليل بأقل من العدد المذكور فقد أتيت السنة كذلك، أما ما تفعله من صلاة ركعتين تطيل فيهما فإن أوترت بعدهما بركعة فقد جئت بأقل الكمال من الوتر ثم إن العلماء اختلفوا هل الأفضل كثرة السجود مع تخفيف القيام أو طول القيام وتقليل عدد السجود.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم عند حديث عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا قال في هذا الحديث: دليل لمذهب الشافعي وغيره ممن قال تطويل القيام أفضل من تكثير السجود، وقالت طائفة: تكثير الركوع والسجود أفضل، وقالت طائفة: تطويل القيام في الليل أفضل، وتكثير الركوع والسجود في النهار أفضل. انتهى، ولكل واحد من هذه الأقول دليله الخاص، لكن المهم أن لا يترك المرء صلاة الليل ولو قليلا.
والله أعلم.