تذكرة داود جمع بين الغث والسمين

0 351

السؤال

أريد أن أعرف معلومات عن كتاب (تذكرة أولى الألباب الجامع للعجب العجاب) لداود ابن عمر الأنطاكي، هل توجد به شركيات أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا ننقل للأخ كلاما مفصلا عن هذا الكتاب وجدناه في موقع الإسلام اليوم وهذا نصه:

فإن تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب أحد أشهر المؤلفات الصيدلانية التي ظهرت في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، واشتهر باسم تذكرة داود نسبة إلى مؤلفه داود بن عمر الأنطاكي، وهو مؤلف كبير يتناول كل أنواع العلاج الطبيعية بالأعشاب الطبية.

ويصف داود كتابه هذا وما فيه من ترتيب وما دعاه لكتابته بعد أن بين ما كتبه العلماء من قبله فقال: لا سيما الشرح الذي وضعته على نظم القانون فقد تكفل بجل هذه الفنون واستقصى المباحث الدقيقة وأحاط بالفروع الأنيقة لم يحتج مالكه إلى كتاب سواه ولم يفتقر معه إلى سفر يطالعه إذا أمعن النظر فيما حواه حتى عن لي أن لا أكتب بعده في هذا الفن مسطورا ولا أدون دفترا ولا منشورا إلى أن انبلج صدري لكتاب غريب مرتب على نمط عجيب لم يسبق إلى مثاله ولم ينسج ناسج على منواله ينتفع به العالم والجاهل ويستفيد منه الغبي والفاضل قد عري عن الغوامض الخفية وأحاط بالعجائب السنية وتزين بالجواهر البهية وجمع كل شاردة وقيد كل آبدة وانفرد بغرابة الترتيب ومحاسن التنقيح والتهذيب لم يكلفني أحد سوى القريحة بجمعه، فهو إن شاء الله خالص لوجهه الكريم مدخر عنده جزيل نفعه.

وهذا الكتاب مكون من ثلاثة أجزاء تحتوي هذه الأجزاء على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة:

الجزء الأول: ويخص فيه المؤلف المقدمة بتعداد العلوم المذكورة في الكتاب وحال الطب معها، ومكانته وما ينبغي له ولمتعاطيه وما يتعلق بذلك من الفوائد، ويقسم العلوم والمعارف إلى أقسام ويعرفها ويسميها ويحدد مدلولاتها، ويورد كثيرا من النصائح العامة كالنهي عن تناول الخبز الحار لإحداث العفونة والبخار، أو لطيف فوق كثيف كبطيخ ولحم، وما عهد من جمعه ضرر كسمك ولبن، ثم يتكلم في الباب الأول عن كليات هذا العلم ومداخله، ويفرد الباب الثاني لقوانين الإفراد والتركيب، وأعماله الخاصة،وما ينبغي أن يكون عليه من الخدمة وهو على فصلين: يشتمل الفصل الأول على أحوال المفردات والمركبات وما ينبغي أن يكون عليه من الخدمة مثل السحق والقلي والغلي والجمع والإفراد والمراتب وأوصاف المقطع والملين والمفتح إلى غيرها من المراتب، وهو يذكر أمرين لصناعة الصيدلة.

وتحضير العقاقير، الأول: الزمان الذي يقطع فيه الدواء ويدخر حتى لا يفسد. والثاني: مواطن الأدوية، ويعتبر الباب الثالث من التذكرة أهم أبوابها، فقد تضمن المفردات والأقراباذينيات مرتبة على حروف المعجم، وفيه عدة مئات من أسماء النبات والحيوان والعقاقير المتخذة منها أو من عناصر أو أملاح كيماوية، وبالجملة كل ما يتداوى به من النبات والحيوان والمعادن. 

الجزء الثاني: ويبدأ بالباب الرابع وتم تخصيصه بتفصيل أحوال الأمراض الجزئية واستقصاء أسبابها وعلاماتها وضروب معالجتها الخاصة بها، ثم يذكر بعض القواعد ويشير إلى أنها تجرى منه مجرى المقدمة ويسرد عددا من القواعد بلغت نحو عشرين حيث جعلها دستور بحثه في هذا الجزء، ثم يرتب الأمراض على حسب الحروف الهجائية فيتكلم عن الاستسقاء وأنواعه، ويبين أعراض كل نوع ثم عقب بوصف طريقة العلاج في كل حالة، ويبين أن الأكلة من الأمراض الظاهرة وإن كانت باطنة ثم يشرح أسبابها وعلامتها ثم طرق علاجها ويعدد الأمراض من أمثلة الإعياء، والبخر، والبرص، ويتكلم عن البيطرة والجذام والجرب والجشاء والجبر وداء الحية والثعلب وداء الفيل والداحس وهو ورم الأظفار والدمامل ودمعة العين والديدان والزكام وغيرها من أمراض الكلى والمثانة. 

الجزء الثالث: وهو في موضوعات شتى، ويورد في عنوانه تذييلا لبعض تلاميذ الشيخ داود، ثم يتكلم فيه عن اليرقان واليقظة والكابوس والكمتة، ثم أمراض الكلى وأمراض اللسان واللثة والمفاصل والنسا والمعدة والمعى والمغص وأمراض المثانة والمالخوليا والنبض والناسور والنفاطات، كما يتحدث عن الربو والنزق والسكة والسلان والسعفة والسرطان والسيلان، ويخص أحد فصول هذا الجزء بعلم التشريح وأمراض العين والصفراء، والسلع والسنط والقوابي والقراع والقلاع والقيء والتشنج والرعشة، والكزاز والخدر والاختلاج والنزلات وأم الصبيان، والخفقان وذات الرئة وذات الجنب والظليعة، والغثيان. 

وأخيرا يسرد الكتاب عددا من الوصفات العامة والخاصة فيذكر عددا كبيرا من أنواع السفوف والترياق والسعوط والمراهم والمعاجين والدهانات والأكحال واللعوقات والأشربة، ويتكلم عن أنواع الطبيخ ويفرق بينها وبين الأشربة ويحدد طريقة صناعة كل طبيخ وما يستعمل له من الأمراض، وكذلك يتكلم عن الأطيان وخواصها الطبية ومنافعها واستعمالاتها، ثم يعرض للأطيان المركبة، كما يحتوي كتاب التذكرة على بعض الأمور غير المتعلقة بالطب في شيء ففيه كلام عن منازل الكواكب والبروج والفوائد والأدعية والرقى والتعاويذ والطلاسم والجداول، وكلام في الفلك والجغرافيا على عادة الكتاب المتقدمين، فعلى الراغب في الاستفادة أن يستفيد مما في الكتاب من أمور الطب ويغض طرفا عما فيه من الشعوذة والدجل والطلاسم. انتهى.

وإننا نقول إن الاطلاع على هذا الكتاب وأمثاله والاستفادة منه إنما هي لمن كان عنده من العلم الشرعي ما يميز به بين ما فيه من حق وباطل وغث وسمين وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء، وما في هذه الكتب من الحق والمعلومات المفيدة موجودة في غيرها لمن أراد البحث عنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات