السؤال
جزاكم الله خير الجزاء أولا، ثانيا: ما حكم دعاء المظلوم على الظالم حتى لو كان أقرب قريب له، أفيدوني وفقكم الله؟
جزاكم الله خير الجزاء أولا، ثانيا: ما حكم دعاء المظلوم على الظالم حتى لو كان أقرب قريب له، أفيدوني وفقكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالأفضل للمظلوم أن يصبر على الظلم ويعفو عن ظالمه، قال تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين{الشورى:40}، وقال: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}، وقال: وأن تعفوا أقرب للتقوى {البقرة:237}، وإذا كان المظلوم يريد الأخذ بحقه ممن ظلمه، فإن من حقه أن يكافئ من ظلمه دون اعتداء أو مجاوزة، قال تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل {الشورى:41}.
ومن المكافأة أن يدعو عليه، فقد ثبت أن بعض السلف كان يدعو على من ظلمه، ففي صحيح البخاري عن جابر بن سمرة: أن رجلا من أهل الكوفة يقال له أسامة قال عن سعد: كان سعد لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره، وعرضه للفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة من سعد...
ووردت آثار كثيرة في نفس المعنى، وعليه، فلا مانع من أن يدعو المظلوم على من ظلمه، إلا أن العفو والصفح أفضل وخصوصا إذا كان الظلم وقع فلتة ولم يكن في الصفح تشجيع له على الاستمرار في الظلم والإصرار عليه.
والله أعلم.