السؤال
هل أنزلت الكتب السماوية( الزبور والإنجيل والتوراة) كما أنزل القرآن؟ وما الآية الدالة على ذلك؟
هل أنزلت الكتب السماوية( الزبور والإنجيل والتوراة) كما أنزل القرآن؟ وما الآية الدالة على ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذه الكتب الثلاثة قد أنزلت على ثلاثة من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. فالزبور قد أنزل على داود، والإنجيل على عيسى، والتوراة على موسى على نبينا وعليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولا شك أنها أنزلت بطريقة الوحي ينزل به أمينه جبريل عليه السلام. قال تعالى: نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين*بلسان عربي مبين*وإنه لفي زبر الأولين {الشعراء:193ـ 196}.وقال تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا {النساء:163}. وأخرج الطبري من حديث الربيع بن خثيم في قوله تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، قال: أوحى الله إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله. وفي الصحيحين أن ورقة بن نوفل لما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيفية التي فعل به الملك وما أوحى إليه به قال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم، ياليتني فيها جذعا... الحديث. وقد كلم الله بعض الرسل قال تعالى: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات {البقرة: 253}. وقال تعالى: ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما {النساء:164}. فإذا كنت أيها الأخ الكريم تعني مجرد إنزال هذه الكتب، فهو كما بينا، وإن كنت تعني الكيفية التي نزل بها كل واحد على حدة فإنا لا نعرف من ذلك شيئا، وهو من الأمور التي لا يجوز الكلام فيها إلا بدليل وننصح السائل الكريم أن يشتغل بتعلم ما يترتب عليه عمل ولا ينشغل عنه بما لا يترتب عليه عمل فذلك هو هدي السلف.