السؤال
أنا أعمل بمكتب ورئيسي مسلم ولكنه لا يصوم وفي أحد المرات سألني إذا كنت منزعجة من عدم صيامه مع العلم أنه ليس بمريض ولكنه لا يصوم دون عذر- الله اعلم- فقلت له أن الأمر لا يعنيني وأن الصوم لله وبين الله وعبده فهل بذلك نوع من الكذب أو حث على الذنب دون النصيحة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الفطر في نهار رمضان عمدا من غير عذر شرعي كبيرة من كبائر الذنوب ومعصية من أعظم المعاصي.
فقد روى أصحاب السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه.
ويكون الأمر أعظم إذا كان ذلك على سبيل المجاهرة وأمام الآخرين، لما في ذلك من المجاهرة بالمعصية وجرح مشاعر الصائمين، وتشجيع ضعفاء النفوس على الاقتداء به، فيتحمل مثل أوزارهم من غير أن ينقص عنهم شيئا.
وعلى من شاهد من يجاهر بالفطر في نهار رمضان أن ينصحه بالتي هي أحسن، ولو كان صاحب عذر لئلا يشجع ضعاف النفوس على الفطر والتقليل من شأن الصوم في نفوسهم.
وكان عليك عندما سألك ذلك الشخص أن تنتهزي الفرصة وتنصحيه بهدوء ورفق ولين، وتبيني له الحكم الشرعي وما يترتب على الفطر في نهار رمضان من مفاسد... لعل الله تعالى يصلح حاله ويتوب على يديك، وبذلك تنالين من الخير الكثير والثواب الجزيل ما الله به عليم، هذا بالإضافة إلى أنك تكونين بذلك قد قمت بواجب إنكار المنكر.
والله أعلم.