حجاب المرأة والتزامها لا يمنعها من الحياة الطبيعية.

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أنا سيدة ملتزمة ولله الحمد بتعاليم القرآن والحديث وملتزمة أيضا باللباس الشرعي ومتنقبة وأحضر الدروس الدينية مرة في الأسبوع ومشكلتي في زميلاتي عندما تصدر مني ضحكة أو أي حركة غريبة يستهزؤون مني ويقولون لي هل هذا هو النقاب وهل هذا هو الالتزام ويقولون إن الملتزمه لا تضحك ولا تخرج من البيت ولا تعمل في ميادين فيها رجال وكلامهم هذا كثير ويوميا تقريبا ولا أعرف كيف أرد عليهم وكلامهم هذا يضايقني ويسبب لي الإحراج أفيدوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد فإن المرأة الملتزمة المحافظة على دينها وأخلاقها هي التي ينبغي أن تضحك وتسـر، لأنها ممتثلة أمر ربها وهو عنها راض وسيسعدها في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)[آل عمران:139] فالملتزمة أعلى مقاما، وعليك أن تنظري إلى تصرفات هؤلاء النسوة بعين الشفقة والرحمة، فإنه كلما قل تدين المرأة قل حياؤها، كما أنهن يتكلمن وفي باطنهن غيرة وحسد لكونهن لم يبلغن مبلغك في التدين. ولو علمت المرأة المتبرجة الفاسدة الأخلاق التي تخالف أوامر الله ورسوله، الكاسية العارية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تجد رائحة الجنة، ما أعد الله لها من العذاب والنكال لما ضحكت.
فالمسلم إذا سخر منه أهل المعاصي فينبغي أن يقول لهم ما قال نوح عليه السلام لقومه حين سخروا منه: (قال إن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون) [هود: 38].
فالإسلام لا يمنع المرأة من الضحك والسرور إذا كان في غير غيبة ولا فحش، ولا يمنعها كذلك من الخروج من البيت لأداء مهامها إذا كانت متحجبة، ولكن الجهل بطبيعة الإسلام وسماحته وعدم الاعتزاز بالتدين الصحيح هو الذي جرأ الفسقة على أن يقولوا في دين الله وشرعه ما هو منه براء.
وننصحك أن تبحثي عن زميلات ملتزمات تستعينين بهن على امتثال أوامر الله تعالى، ولا تكثري من الجلوس معه هؤلاء المنحرفات اللاتي ضعفت أخلاقهن، فإن قرين السوء بالغ الخطورة ولا يزال بقرينه حتى يميل به إلى اتجاهه وفكره وفي ذلك فساد الدنيا والآخرة، وأن تصبري على هذا الأذى الذي يصيب المؤمنين بسبب إيمانهم والتزامهم كما ننصحك بقراءة الكتيبات المنشورة في فقه المرأة المسلمة، والاستماع إلى شريط: هموم ملتزمة للشيخ سلمان العودة.
والله نسأل أن يوفقك لما فيه الخير. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة