السؤال
أريد أن أسأل عن حكم ذكر الله تعالى باسمه فقط كأن أقول : الله الله ..... ، فان أحد مشايخ الأزهر يبيح ذلك و هذه أدلته :1- قوله تعالى (( واذكر اسم ربك )) ولم يقل تعالى في هذا الموضع سبح الله أو الحمد الله ، فإذا أردت أن أطبق هذه الآية فلا أجد سوى أن أقول : الله الله.2- حديث ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله الله ) أو كما قال صلى الله عليه و سلم، فالحديث فيه أن قول الله الله ممدوح.3- قول بلال لما كان يعذب : أحد أحد.4- قول الله تعالى (( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )) فلما قيل له إن هذا ورد في سياق معين قال : إن العلماء كانوا يأخذون بعض الآية و يستنبطون منها حكما أو قاعدة مع أنه ليس ليس له علاقة بالسياق كاستنباطهم القياس من قوله تعالى (( فاعتبروا يا أولي الأبصار)) ....5- قوله تعالى (( فاذكروني أذكركم )) ولم يقل في هذا الموضع سبحوني أو احمدوني.أرجو الرد تفصيلا لأن هذا الموضوع أحدث بلبلة في مصرنا و جعل الكثير يطعنون في الإمام بن القيم لأنه قال على هذه الطريقة من الذكر خبلا.وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ذكر الله بالاسم المفرد مظهرا مثل " الله الله " أو مضمرا مثل " هو هو " ليس مشروعا في كتاب ولا سنة ولا هو مأثور عن أحد من سلف الأمة وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين، قال ابن تيمية: والذكر بالاسم المفرد أبعد عن السنة وأدخل في البدعة إلى إضلال الشيطان. اهـ. أما احتجاجهم بقوله تعالى: واذكر اسم ربك. فلا حجة فيه، ومعنى الآية كما قال القرطبي: أي ادعه بأسمائه الحسنى... وقيل أي اقصد بعملك وجه ربك، وقال سهل: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك. اهـ. فهي مثل قوله تعالى: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه {الأنعام:121}. وكقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وخروجه وعند طعامه. الحديث، فالمقصود هو ذكر الله. وأما احتجاجهم بحديث: لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله الله. فهو استدلال ضعيف. قال النووي في شرح مسلم: قال القاضي: وفي رواية ابن أبي جعفر يقول لا إله إلا الله. اهـ. قال المناوي في فيض القدير: وليس المراد أن يتلفظ بهذه الكلمة بل إنه لا يذكر الله ذكرا حقيقيا. اهـ. أما قول بلال ( أحد أحد) فمعناه الله واحد، فهو يدل على كلمة التوحيد وليس فيه دليل على الذكر بالاسم المفرد. وأما استدلالهم بقوله تعالى: قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون {الأنعام: 91}. فهو خطأ في الاستدلال باتفاق أهل العلم كما قال ابن تيمية. فإن معناه كما قال الطبري: أمر من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يجيب استفهامه هؤلاء المشركين عما أمره باستفهامهم عنه بقوله: قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى، بقيل " الله ". أما قوله تعالى: فاذكروني أذكركم {البقرة: 152}. فمعناه كما قال القرطبي: اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة، قاله سعيد بن جبير وقال أيضا: الذكر طاعة الله فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أطاع الله فقد ذكر الله.. ومن عصى الله فقد نسي الله. واعلم رحمك الله أن المشروع في ذكر الله تعالى هو ذكره في جملة تامة وهو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح والأئمة المتبعين، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله. رواه الترمذي وقال حسن غريب. وقوله صلى الله عليه وسلم: الحمد الله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رواه مالك في الموطأ. وقوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الكلام بعد القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. رواه أحمد وغير ذلك من الأحاديث كثير ولمزيد فائدة راجع كتاب الأذكار للنووي وعمل اليوم والليلة لابن السني. أما الطعن في الإمام ابن القيم فهو انتصار للنفس والأهواء، وعاقبة الطعن في العلماء وخيمة. قال ابن جماعة: إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالسلب بلاه الله قبل موته بموت القلب. اهـ.
والله أعلم.