الإمام وواجباته في مسجده

0 304

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم إلى من يـهمه الأمر من العلماء الأ فاضل: نعيش في هذه البلاد مهاجرين بديننا فرارا من الجلادين , ولسنا بطالبي دنيا والله على ما نقول شهيد ، وتشاء الأقدار أن نبتلى بإمام ولجنة في مسجدنا نسأل الله الإستعانة على هذا :- 1.الإمام كثير الغياب عن الصلوات وخاصة صلاة الفجر , وبعض الصلوات الأخرى . 2.الكذب والنصب والإحتيال وأخذ أموال الناس واستغلال وصفه كإمام . 3.معاملة الناس بكل غلاظة وجفاف وسخرية , والتفريق في المعاملة بين المصلين حيث يوجد أشخاص على هواه يدخلون المسجد عند وقت الإقامة ويذهبون للوضوء وينتظرهم لحين الانتهاء من الوضوء ثم الانتهاء من صلاة تحية المسجد ? بينما يعامل غيرهم ممن ليسوا على هواه حيث يدخلون المسجد قبل وقت الإقامة بدقائق ويقيم الصلاة فور دخولهم في صلاة تحية المسجد وغالبا قبل موعد الإقامة المحدد ? والتفريق في معاملة الشباب والأطفال فأحيانا يمنع بعض الشباب من الصلاة خلفه في الصف الأمامي ويصيح في وجوههم بصوت مرتفع بعد إقامة الصلاة وقبل الدخول فيها ? حيث أنه قال لبعض الشباب في يوم من الأيام : ( أنه لايصلي خلفي المتشبهون بالنصارى واليهود ) مما سبب في إحراجهم أمام الناس وأدى ذلك لترك بعضهم الصلاة في المسجد ? وفي نفس الوقت أمر بعض الأطفال المقربين له والذين لم يبلغوا السابعة بعد وقوفهم في الصفوف الخلفية أن ينتقلوا للصف الأمامي . 4.التسرع والتلهف للفتوى والتناقض فيها بشكل واضح . 5.عدم التحدث باللغة الإنجليزية , وهذا مما أدى إلى سوء النقل من قبل المترجمين وعلى ضوء ذلك ضياع أغلبية الناس الذين دخلوا الإسلام . 6.نصح هذا الإمام بترك المكان بالتي هي أحسن , ومن باب النصيحة حتى لا يشهر به أمام معظم الناس , كما انه في سابقة لم تحدث من قبل وهي أنه جعل زوجته تبعث برسالة إلى أمير المسجد وتصف الناس مؤسسي المسجد بالسفهاء لأنهم - فقط - ناقشوا زيادة المرتب بمبلغ خيالي , دون الرجوع إلى من يعنيهم الأمر ومخالفة اللجنة للوائح والنظم, والكلام كثير ورد فيها , ولسحب الثقة من اللجنة يستدعي الأمر إلى التعرض لهذه الرسالة وإلى مخالفات اللجنة الأخرى وتقصير اللجنة في متابعة وضع المسجد وغيابهم عن الصلوات , وعدم معايشتهم واقع المسجد وينتج عن ذلك التشهير بالإمام أمام الناس , حيث لا يعرف غيابه عن صلاة الفجر إلا من يصلي الفجر , ولا يعلم غيابه عن الصلوات الأخرى إلا المصلون فيها . ترتب على ما ذكر أعلاه أن عددا من الإخوة تركوا الصلاة خلفه والحضور إلى المسجد وأدى الأمر إلى تكتلات و انقسام الجماعة وتوقف بعض من يدعم المسجد ماليا عن الدعم بسبب ما صارت إليه الأمور . رجاء :- يرجى إفادتنا بهذا الموضوع وكيف يعالج بصورة شرعية. والسـلام عليكـم ورحـمة الله وبركـاتـه وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الواجب على الإمام أن يكون قدوة خير لمن خلفه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الإمام ليؤتم به" رواه مسلم.
وما سمى الإمام إماما إلا لأنه قدوة، سواء أكان قدوة في الخير، أم كان قدوة في الشر، قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) [الأنبياء: 73].
وقال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) [القصص: 41].
فإذا كان كذلك وجب عليه أن يؤدي الأمانة التي نيطت به وعين لها وأجري له رزق عليها من أجل تفرغه لأدائها. قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) [الأحزاب: 72].
والأمانة أعم من ودائع الأموال، إذا هي كل حق للغير عندك. فعليه أن يحافظ على الصلوات الخمس في المسجد الذي رتب لإمامته ـ ما لم يعرض له أمر طارئ يمنعه من ذلك، إذ هو بشر يعرض له ما يعرض لغيره ـ وكذا عليه أن يكون قدوة صالحة في فضائل الأخلاق وأن يتلطف مع الناس ويلين معهم حتى يستطيع أن يؤدي مهمته المنوطة به على الوجه الأكمل، ولا يستطيع القيام بذلك، إلا إذا أحبه الناس وارتضوا أخلاقه، ولا يفرق في معاملة الناس وليعلم أنه مكلف من قبل جماعة المسجد، والمسجد والمركز ملك للجميع، ورأي الجميع يجب أن يكون مسموعا ومحترما. أما من يلي الإمام فإن من سبق إلى مكان في الصف فهو أحق به إلا أنه ينبغي أن يلي الإمام في الصف أهل العلم والعقل الراجح لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" رواه مسلم.
فعليكم أن تنتدبوا بعض العقلاء من المصلين ممن يشهد لهم برجاحة العقل وسعة الصدر وممن له إطلاع على كلام أهل العلم، وحبذا لو كانوا ممن يستمع إليهم الإمام وتقوموا بنصيحته وتبينوا له عظيم مكانته، لقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" رواه مسلم. فإن أدى مهمته التي وكل بها فهو المرجو والمطلوب، وإلا فواجب عليكم أن ترفعوا الأمر إلى المسؤولين عن إدارة المسجد ـ من غير تجن ولا شطط ـ ليتخذوا ما يرونه مناسبا في هذا.
ونوصي هذا الإمام بتقوى الله ومراعاة مكانه بين الله تعالى وبين المصلين، وألا ينفر الناس من بيوت الله، وأن يكون مفتاح خير مغلاق شر. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى