السؤال
السلام عليكم ، فإني أحب الذكر ولكني عندما أكون في مواصلات عامة كالاتوبيسات والعربات أكون مرائيا حتما ولا استطيع رد الرياء فأسكت حتى لا آخذ ذنب الرياء، فهل من الممكن أن أجري الذكر في قلبي ويكون لي به جزاء ولا أنطق به بل أجريه فقط على قلبي؟ سؤال آخر: أنا أعمل مع عضو مجلس أمة وقد جاء لي بعمل إضافي ولكن طلب مني ألا أخبر أحدا أني أعمل معه هذا من ناحيتي مفيد لي حتى لا يطلبون مني أن أخلص لهم معاملاتهم التي ليس بيدي على الاطلاق تخليصها وحتى أدفع الشبه عني، أما العضو وحيث إن لم أفعل قيل عني لا أريد الخير والخدمة فاضطررت عندما أسأل أين تعمل غيرت مكان عملي مما اضطرني إلى الكذب في أشياء أخرى خاصة وأنه كل يوم يسألني شخص في عملي الجديد من باب التعارف أين أعمل وكيف أذهب إلى العمل و هذه الأشياء للأسف جرت علي الكذب، فماذا أفعل؟ وهل أنا مذنب في هذا الكذب الذي لم أقصد به ضررا لأحد على الإطلاق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الرياء من أخطر الأمور التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: أيها الناس: اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه.
وأن الإخلاص أمره عظيم وشأنه كبير، ونعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده، فعلى العبد أن يسعى في تحصيلها، وأن يحذر من الانزلاق في مصائد الشيطان، فإن الشيطان حريص على إفساد عبادة المسلم بكل وسيلة، فإذا فاته من جهة المعاصي والشهوات جاء إليه من جهة العبادة والطاعات.
والذي ننصحك به هو أن تجاهد نفسك، ولا تتوقف عن الذكر ولا غيره من أنواع الطاعات، وعليك بالاستعانة بالله تعالى، والإكثار من دعاء: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه.
وقد قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما. كما في شعب الأيمان.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل وأقوال أهل العلم نحيل السائل الكريم إلى الفتوى رقم: 10992.
فإن عجزت عن دفع الرياء، فلا بأس بالذكر بالقلب عند مخالطة الناس، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 28251.
وأما عملك مع الشخص المذكور، فجائز إذا كان في حدود المشروع، وكونه طلب منك أن تكتم هذا الأمر بحيث لا يعلم به أحد لا شيء فيه، وإذا سئلت عن عملك فلا يلزمك الجواب، وإذا احتجت إليه فحاول أن توري بأن تذكر شيئا يفهم منه السائل غير ما تريد، ولمزيد الفائدة عن التعريض تراجع الفتوى رقم: 37533.
وأما الكذب، فلا يجوز كما في الفتوى رقم: 25914.
والله أعلم.