إمام المصلين ما له وما عليه

0 237

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام عندنا ينص عقد استقدامه على جملة من الأعمال منها:
أداؤه الصلوات الخمس بالمسلمين، أداؤه صلاة التراويح في رمضان، فضلا عن بعض الأنشطة الأخرى مما يعهد للأئمة في بلاد الغرب القيام به وهو يخل بوظائفه، فلا يؤدي الصلوات الخمس في المسجد، ولا الأربع إذا أعذرناه في صلاة الصبح، ولا في التوقيت الشتوي إذا أعذرناه في الفترة الصيفية لتأخر صلاتي المغرب والعشاء فنحن نعيش في النرويج حيث يتأخر المغرب إلى حوالي 23.17 كما أنه لم يؤم الناس في صلاة التراويح وأناب عنه أحد الإخوة المتطوعين سنتين أو أكثر، فما حكم الأموال التي تسلمها كرواتب واستعمل بعضها في الحج، وبماذا تنصحونه خاصة وهو يتمسك بمنصبه كإمام ومجرد انتقاده في ذلك يحدث مشاكل خاصة، ومن قبل أهل بلده الذين ينتصرون له؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمنصب الإمامة منصب خطير لأن له ارتباطا بالاقتداء، وسمي الإمام في اللغة إماما لأنه قدوة، سواء أكان قدوة في الخير، أم كان قدوة في الشر، قال الله تعالى: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا {الأنبياء:73}، وقال تعالى: وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار {القصص:41}، وبما أن أداء الإمانة واجب فإن ذلك يتأكد في حق من انتصب لأن يكون قدوة في ثاني أركان الإسلام، فعلى هذا الرجل أن يؤدي الأمانة التي نيطت به وعين لها وأجري له رزق عليها من أجل تفرغه لأدائها، قال الله تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا {الأحزاب:72}.

والأمانة أعم من ودائع الأموال، إذ هي كل حق للغير عندك، فعليه أن يحافظ على الصلوات الخمس في المسجد الذي رتب لإمامته -ما لم يعرض له أمر طارئ يمنعه من ذلك، إذ هو بشر يعرض له ما يعرض لغيره- وكذا عليه أن يكون قدوة صالحة في فضائل الأخلاق، وأن يتلطف مع الناس ويلين معهم حتى يستطيع أن يؤدي مهمته المنوطة به على الوجه الأكمل، ولا يستطيع القيام بذلك إلا إذا أحبه الناس وارتضوا أخلاقه، ولا يفرق في معاملة الناس، وليعلم أنه مكلف من قبل جماعة المسجد.

ونوصي هذا الإمام بتقوى الله ومراعاة مكانه بين الله تعالى وبين المصلين، وألا ينفر الناس من بيوت الله، وأن يكون مفتاح خير مغلاق شر، وليعلم أنه متى فرط في القيام بالأمانة التي أوكلت إليه فالأجر الذي يأخذه عليها حرام بقدر تفريطه وحجه به ينقص أجر ثوابه بقدر ما صرف من المال الحرام، فنسأل الله جل وعلا أن يهديه ويشرح صدره ويعينه على طاعته وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة