تبادل حسن الخلق والإحسان حق شرعي بين الضرائر

0 215

السؤال

بإسم الله الرحمن الرحيم.ما حكم الدين الإسلامي في امرأة تهيئ الطعام وتتناوله أمام ضرتها المريضة والعاجزة عن تهيئته وهي تراها تأكل أمامها ولاتبالي.مع العلم أن الضرة العاجزة في أوج صحتها كانت تتناوب مع ضرتها في تربية وخدمة 7 أولاد بينما الضرة المريضة كان لديها 3 أولاد.وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكما جاء الإسلام بالعبادات التي هي علاقة بين العبد وبين ربه سبحانه من صلاة وصيام وحج وغيرها، فقد جاء بالمعاملات التي هي علاقة بين المسلم وبين إخوانه. وقد أمر الإسلام بالأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة والصفات النبيلة، ومن أهمها الكرم والإيثار، قال الله عز وجل: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [الحشر:9] وقال تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.

وأمر المسلم بالإحسان إلى الخلق وبحسن الجوار، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره . متفق عليه . ولمسلم فليحسن إلى جاره. ولأحمد: فليكرم جاره.

قال صلى الله عليه وسلم: يانساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة.

وعلى المسلم أن يتغلب على دواعي النفس الشريرة، وأن يحرص على سلامة قلبه من الحسد والحقد على أحد المسلمين. فننصح هذه الأخت بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأن لا يحملها كون هذه ضرتها على عدم معاملتها بأخلاق الإسلام الرفيعة، لا سيما وأنها مريضة عاجزة، فقد أمر الله عز وجل بالأخلاق الفاضلة حتى مع الأعداء قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. [المائدة: 8].

ونوصي الأخت المريضة العاجزة بالصبر والاحتساب والدعاء لأختها بالهداية.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة