السؤال
الرجاء إفادتي بشرح هين ولين لتوضيح وإعطاء أدلة من القرآن والسنة لمسألة التوسل إلى الله بالرسول والقول بجاه الحبيب محمد إن كذا وكذا... بأن هذا لا يجوز فهنالك من يعارض المذهب الوهابي لهذا السبب ولا يقتدي بالفتاوى الواردة من المشايخ السعوديين وأرجوكم أن تعطوني آراء الأئمة الأربعة بالنسبة لهذه المسألة إذ أريد أن أشرح له أنه لا يمكن القول بالمقولة: (جاه............) أو حتى أن يطلب الشفاعة من الله عن طريق الرسول علما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من طلب لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة.مرة أخرى أرجو من حضرتكم كل الرجاء أن ترسلوا لي شرحا مفصلا ولينا.جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح من قولي العلماء هو عدم جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا سؤال الله بجاهه أو حقه، وقد سبق بيان الأدلة على ذلك ومذاهب الأئمة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16690، 17593، 4416، 11669 فراجعها، ففيها غنية وكفاية.
وبالنسبة للوارد من آراء الأئمة الأربعة، فقد جاء في الدر المختار -وهو من أشهر كتب الحنفية- ما نصه: عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. اهـ
وقال في البحر الرائق -وهو من الكتب المعتمدة عند الحنفية- أيضا: لا يجوز أن يقول: بحق فلان عليه، وكذا: بحق أنبيائك وأوليائك ورسلك والبيت والمشعر الحرام، لأنه لا حق للمخلوق على الخالق. اهـ
هذا، وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه قول مرجوح لعدم ورود دليل تقوم به الحجة، وقد أنكره المحققون من أئمة المذهب الحنبلي كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولمزيد بيان في موضوع التوسل راجع كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني، وهو ليس من علماء السعودية.
واعلم أن طلب الشفاعة من الله عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى أن يتوجه العبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء أو نحوه من العبادات، فهذا من التوسل الشركي الممنوع، وقد سبق بيانه في عدة فتاوى، ومنها الفتوى رقم: 16690 والتي أحلناك عليها سابقا، وأما التوجه إلى الله بالدعاء أن يرزقك شفاعة رسوله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فهذا لا حرج فيه وهو من قبيل الدعاء المشروع.
ولمعرفة معنى (الوسيلة) التي نسأل الله أن يؤتيها نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بعد كل أذان انظر الفتوى رقم: 3976.
والله أعلم.