السؤال
أحمد بن عبد الحميد الحارثي من شيوخ أبي عوانة في مستخرجه ويصحح حديثه البيهقي دائما وكذلك الحاكم وذكره الذهبي فقال المحدث الصدوق روى عن أبي أسامة وعدة وعنه ابن الأعرابي والأصم وأبو عوانة.أرجو الإفادة بتوثيق من وثقه. (أقوال العلماء غير الذهبي فيه )بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أحمد عبد الحميد الحارثي وثقه الدراقطني كما في سؤالات الحاكم، ووثقه ابن حبان، وتصحيح الحاكم والبيهقي لحديثه توثيق ضمني؛ إذ التصحيح فرع التوثيق كما هو معلوم في علم الحديث قال السخاوي: رواية إمام ناقل للشريعة لرجل لم يروعنه إلا واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله. اهـ.
وننبه السائل الكريم إلى أن الإمام الذهبي يعتمد عليه في هذا الباب فهو من الأئمة الكبار في هذا الشأن، مهر في علم الحديث والرجال وفاق أهل عصره، وكان أكثرهم تصنيفا، وساعده على ذلك العدد الضخم من الشيوخ الذين تتلمذ عليهم، وكان من المجتهدين في هذا الباب، قال تلميذه الصفدي: فقيه النظر، له دربة بأقوال الناس ومذاهب الأئمة من السلف، وأعجبني منه ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثا يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن رواته. اهـ. إن هذه البراعة جعلت الإمام الذهبي يصحح، ويعلل، ويستدرك على كبار العلماء. قال تاج الدين السبكي: دخل في كل باب، وأطلق عليه علماء عصره محدث العصر. وقال أيضا في طبقات الشافعية: كان شيخ الجرح والتعديل، وكأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يعبر عنها إخبار من حضرها. اهـ. وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: إن المحدثين في عصره عيال في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة أحدها الذهبي. أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: شربت ماء زمزم سائلا الله أن أصل إلى مرتبة الحافظ الذهبي في الحفظ والفطنة. ويشهد لبراعة الإمام الذهبي كتبه التي خلفها وما أكثرها، ويكفيه: تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء. وراجع ترجمته للدكتور بشار عواد معروف في مقدمة سير أعلام النبلاء.
والله أعلم.