السؤال
شيخنا الجليل وفقك الله لما فيه الخير سؤالي بسيط جدا ألا وهو إلى أي حد يصبر الإنسان على الظلم أشهد الله أني ظلمت ظلما لا يتحمله إنسان ولكني صابرة محتسبة أم عاجزة لا أدري ولكن لا أملك إلا الدموع ليلا ونهارا وأدعو الله الرحمة والتخفيف ولا أرى ضوءا في نهاية النفق المظلم ولا أدري ماذا أفعل أظل صابرة إلى ما شاء الله أم ماذا أفعل ؟ جزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج همك ويرفع عنك الظلم. ولتعلمي أن الله سبحانه وتعالى الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده سينتقم لك ولأمثالك من المظلومين. فقد قال الله عز وجل: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون {إبراهيم: 42}.
والذي ننصحك به بعد تقوى الله عز وجل ولزوم طاعته والبعد عن معصيته هوالاستمرار في الصبر واحتساب ذلك عند الله تعالى القائل في محكم كتابه: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {الزمر: 10}
كما ننصحك بتجديد التوبة، فلعل ما أصابك بسبب ذنب اقترفته أو واجب ضيعته، ومع ذلك فلا مانع شرعا من السعي في رفع الظلم عنك بالوسائل العادية، مثل رفع مظلمتك إلى الجهات المسؤولة أو جماعة المسلمين.
والإسلام يحث المسلم على الصبر والاحتساب والعفو والصلح والإعراض عن الجاهلين.. ومع ذلك يثبت له الحق في الانتصار لنفسه والدفاع عنها والأخذ بحقوقه والمطالبة بها كاملة. فقد قال الله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى: 40-43}
فإذا كنت ترين أن الطريق أمامك مسدود وأن النفق مظلم فالجئي إلى الله تعالى بكثرة الدعاء فإن دعوة المظلوم لا ترد، ورددي قول الله تعالى: فإن مع العسر يسرا*إن مع العسر يسرا {الشرح-5-6) ولتعلمي أن دوام الحال من المحال، وستجدين الفرج عن قرب إن شاء الله تعالى. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 27841.
والله أعلم.