السؤال
امرأة تزوجت من رجل وبعد مضي مدة وإلى الآن لم تنجب أولادا . اضطر الزوج إلى التزوج بثانية وقد أنجبت له هذه الأخيرة أولادا. فأصبح الزوج مهتما بأم الأولاد وترك الأولى , فمعظم الأحيان يغازل الثانية أمام الأولى ويقوم بحركات الزوج لزوجته ولا يفعل مع الأولى ما يفعله مع الثانية . رغم أن الأولى (التي ليس لها أولاد ) تسكن معهما في نفس الشقة وهي التي تهتم بغسيل الملابس والطبخ وكل أعمال البيت وغير مقصرة في واجبها، وهي والحمد لله مواظبة على الصلوات ووقت فراغها تهتم بحفظ القرآن وثقتها بالله عالية وصابرة على هذا الظلم.السؤال : ماذا تفعل هذه المرأة تجاه هذه المشكلة؟ لقد حارت ونبهت زوجها أكثر من مرة على ظلمه لها وعدم عدله بين زوجتيه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نقول للأخت بأنها قد آوت إلى ركن شديد بثقتها بالله عز وجل وصبرها، ونذكرها بأن الدنيا دار ممر، وما فات المؤمن في هذه الحياة سوف يوفى له يوم القيامة ويبدل ماهو خير منه إن هو صبر واحتسب. فنوصي الأخت بالصبر والثقة بالله عز وجل، فإن الله جاعل لها فرجا ومخرجا إن شاء الله.
أما الزوج فلا يجوز له هذا الفعل؛ بل يجب عليه أن يعدل بين زوجتيه، وأن لا يميل إلى إحداهما دون الأخرى فقد ورد النهي والوعيد على ذلك، قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط. وفي رواية إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط. وفي رواية: فمال إلى إحدهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. كما في المسند والسنن.
كما أنه لا ينبغي للزوج أن يغازل إحدى زوجتيه أو يفعل معها ما يفعله الرجل مع زوجته أمام الأخرى ويراجع في ذلك الفتوى رقم: 27093.
وننصح الأخت أن تلجأ إلى الله عز وجل أن يصلح زوجها ويهديه لمعرفة ما يجب عليه تجاهها، وأن يرزقها ذرية طيبة مع بذل النصح له وبيان حرمة فعله ذلك.
والله أعلم.