السؤال
أنا شاب أشعر في نفسي بقدر كبير من الثقة حتى أنني أمشي في الشارع أشعر أنني أسير في عظمة وهذا يحدث في بعض الأحيان فقط والحمد لله كل الناس يحبونني فهل أنا متكبر وإن كنت كذلك فماذا أفعل مع العلم أنني من الله علي ببعض من السلطة ولكني لا أظلم أحدا ولكن عندما أستخدمها أشعر بعدها أني ظالم حتى لو كنت على حق على سبيل المثال: هناك صديق لي عنده محل جوال وأنا جالس معه أتى شخص وقال إن له جوالا في الصيانة فقال له صديقي: إنه حرامي وقد سرق من المحل جوالا قبل ذلك فمجرد أنني سمعت هذا من صديقي أخذت هذا الرجل وطلبت منه أن يبرز لي تحقيق شخصيته فأجاب علي بطريقة غير مهذبه فضربته على وجهه ضربات عديدة فاذا بشرطي مار فرأى ما حدث فأخذ هذا الرجل وسأل عن ما يحدث فحكيت له وكشفت له عن شخصيتي فقام هذا الشرطي بضرب الرجل على وجهه أيضا ثم طلب مني أن يأخذه إلى قسم الشرطة فرفضت حتى أتأكد وعندما أتى الشخص الذي تم صاحب الجوال المسروق وقال إن هذا الشخص هو الذي أخذ الجوال أخذتة إلى قسم الشرطة ثم تركته هناك فهل أنا آثم لأني ضربت هذا الشخص مع العلم أنني لا أفعل ذلك كثيرا لأني أحس بعدها بأني ظلمت شخصا وأخاف أن يسألني ربي عن هذا، أفيدوني في هذا.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح الأخ الكريم بأن يبعد نفسه عن العظمة والكبرياء، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. وعليه أن يتذكر أصله وضعفه، قال تعالى: خلق الأنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين .{النحل:4}. وعليه كذلك أن يتذكر عاقبة التكبر والغرور، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. ثم إن التواضع سبب في العزة والرفعة والسيادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
والثقة بالنفس ليست هي الكبر ما لم يصحبها احتقار للخلق، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بقوله: الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم.
واعلم أن الضرب على الوجه حرام؛ لما في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه. وقد ذكر ابن حجر في الفتح أن الضرب على الوجه حرام.
والحاصل أنك أخطأت من عدة وجوه، أولها: ما ذكرت عن نفسك من الشعور بالعظمة. والثاني: ما قمت به من العقوبة لشخص قبل أن يثبت ذنبه. والثالث: ما فعلته من الضرب على الوجه. فعليك أن تبادر إلى التوبة من كل ذلك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ومن تمام توبتك أن تتصل بالشخص المضروب وتستحل منه ولو بتمكينه من أن يقتص منك أو بدفع عوض له.
والله أعلم.