السؤال
إخواني سأعرض عليكم بعض زلات اللسان التي تقع مني وأنا كاره له وأندم شديد الندم على خروجها من فمي وأحاول جهدي لكي لا تخرج لكن يسبقني لساني بها لكن الحمد لله خففت كثيرا منها وما زلت أحاول، فمثلا سألني أحد الأشخاص ماذا تعمل وأنا بالواقع أعمل في مجال الإنترنت والكمبيوتر طبيعة عملي تحتاج إلى شرح ولمداركة الشرح قلت له أعمل ببرمجة الكمبيوتر وليس من ضمن عملي البرمجة ومجرد ما خرجت من فمي الكلمة ندمت كثيرا لماذا قلتها، مثال آخر سألني أحد الزملاء ماذا تصلي وكنت أقضي صلاة ولم أحب أن يعرف أني أقضي فأحرجت وقلت له صلاة فقط وعندما سألني هل ليس لها اسم قلت نعم ليس لها اسم ولم أكن أقصد أن أكذب لكن سرعان ما يخرج من كلامي هذا الكلام ومثال آخر المبالغة بالشيء على غير تعمد أو نية بالمبالغة، وبعد أن يخرج مني هذا الكلام أندم واستغفر الله مباشرة وأحاول جاهدا أن أتحرى الصدق بكل كلماتي لكن كما أسلفت يسبقني لساني في بعض الأحيان مع أن هذا الأمر قليل ما يحصل معي لكن يزعجني كثيرا، فهل مثل هكذا كلمات تعتبر من الكبائر أم أنها من صغائر الذنوب وما الحل برأيكم أفيدوني كي أتخلص من هذه الحالة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكذب بجميع صوره وأشكاله حرام، فعليك بتجنبه والابتعاد عنه وتحري الصدق، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين {التوبة:119}، وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة. رواه الترمذي وهو صحيح.
وبإمكانك أن تتخلص من الكذب بطريقة مباحة وهي التورية، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب، والتورية هي أن يتكلم المتكلم بكلام له معنى ظاهر متبادر للسامع، وله معنى آخر خفي، ومقصود المتكلم هو هذا المعنى الخفي، إلا أنه وراه وأخفاه بذلك المعنى الظاهر المتبادر.
ثم هذه الأمور التي ذكرتها ليست مما يترتب عليه ضرر أو مفسدة فهي إذا من صغائر الذنوب وليست من الكبائر، ولكن صغائر الذنوب قد تلحق بالكبائر إذا استخف بها الإنسان أو أصر عليها، ففي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
فعليك بالتوبة مما ارتكبت وراجع الفتوى رقم: 26042، والفتوى رقم: 1126، والفتوى رقم: 3743، ونسأل الله أن يعصمنا وإياك من الزلل في القول والعمل، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.