الإقامة في الغرب خلافا لرغبة الأبوين

0 286

السؤال

طالب في دولة أوربية, جئت إلى هذه الدولة فقط للدراسة أنا من عائلة كبيرة, ست بنات وولدان وأبي وأمي,عشت حياة كريمة بفضل الله و بفضل أبي الذي وفر لنا كل ما نحتاج. أمي امرأة طيبة جدا جدا, مشكلتي كانت مع أبي, رجل ذو شخصية قوية فذة يهابه الجميع, كنت أشعر دائما بأني مضطهد ولكني أحبه حبا شديدا, أسايره في ما يقول وأفعل مايحب لأني أعلم قيمة الوالدين وثواب برهما ولكن كان قد وصل الأمر إلى النقاشات الحادة بيننا وأنا في العشرين من العمر, وانتهى الأمر بانصياعي وانسحابي من تلك المناقشة وفي الثانية والعشرين كنت قد أبلغته بأني لا أريد أن أعمل معه في ورشته الخاصة التي فتح الله عليه في الرزق من خلالها,غضب غضبا شديدا وفي النهاية عولج الأمر وعدت لمواصلة دراستي والعمل معه في وقت الفراغ ومنذ سنتين تقريبا وأنا في فرنسا لدراسة بفضل منحة فرنسية كنت قد فزت بها الكل ينتظر عودتي, حتى أن أبي اشترى لي بيتا بالقرب منه للزواج. المشكلة هي الآتي: قررت البقاء للعيش في هذا البلد, علما بأني مواظب الحمد لله على صلاتي, وكنت وبفضل الله قد ساعدت إحدى الأخوات في دخول دين الله. أعلم أن لا أبي ولا أمي سيروقهما هذا الخبر, فهل هذا من عقوق الوالدين?علما أني لا أنوي التخلي عنهما, أريد الزواج والاستقرار ولكن هذا الأمر يؤرقني وأخشى أن أكون عاقا للوالدين, ولأني أيضا لا أريد العودة إلى بلد أصبح الغش والرشوة من الضروريات التي لابد منها لكسب الرزق. أرى أبي على سبيل المثال. وكنت قد ساعدته في هذا العمل , لكي تكون تاجرا إما أن تدفع كل الضرائب وتسجل كل العاملين في المحل وبالتالي لاتكسب ... لا أريد العمل مع أبي لأني أخشى أن يستفزني فيحدث مالا أحب أن يحدث.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان في مقامك مع والديك تأنيس لهما وإزالة للوحشة عنهما ولا يلحقك بمقامك معهما مشقة معتبرة في نفسك ولا مالك فلا شك أن الأفضل هو تلبية رغبتهما، وأما إن كان يلحقك بالمقام معهما المشقة وضيق العيش فلا مانع من إقامتك ببلد آخر لكسب الرزق ولو لم يأذنا بذلك، وانظر الفتوى رقم: 60672. ولكن يبقى النظر في المقام في البلاد الكفرية، وقد سبقت لنا عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 2007. في حكمه مفصلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة