طالبي بحقك مع لزوم البر والأدب

0 316

السؤال

أنا متزوجة وعندي أربعة أولاد ولي أخ واحد فقط وقد أرسلت سؤالا لحضراتكم قبل ذلك وهو أن والدي كتب بيته لأمي وهي كتبت طابقا من البيت قام بتشطيبه لأخي وأعطت له محلا يستأجره لحسابه وأخي ينفق عليها في الطعام فقط وأمي تنفق من المحل الثاني الذي تستأجره لحسابها والذي يوجد في بيت والدي وبعد وفاة والدي رفضت أن تعطيني أي شيء من البيت إلا بعد وفاتها وقد عرضت عليها فتواكم على هذا السؤال فلم تقبلها بأن تعدل بيني وبين أخي وأصبحت تعاملني معاملة جافة جدا وقاطعتني هي وأخي وجعلت كل الأقارب يقاطعونني كما رأت أمي في الرؤيا أن والدي يعاني من ألم في صدره وأنه يبكي وهي التي تطبطب عليه فقالت لي حتى والدك تعبان منك وأصبحت أشعر بأنني محطمة نفسيا من كل هذا ومن هذه التفرقه من أمي في العطية وفي المعاملة ومن هذه المقاطعة، وأمي تصلي وتصوم وتقرأ القرآن ولكن عندما يقول لها أحد اعدلي بين أولادك لأنك سوف تحاسبين تقول أنا أريد أن أحاسب فأفيدوني ما رأي الدين الإسلامي في كل ذلك لأنني أصبحت أعيش في عذاب 0 ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا لك الحكم الشرعي بالتفصيل في الحالة التي ذكرتها، وذلك في الفتوى رقم: 59825، وبإمكانك أيضا مراجعة الفتوى رقم: 3658. ومن خلال تلك الفتاوى سيتبين لك مدى أحقيتك في الحصول على ما ذكرت في السؤال. فإذا ثبت لديك بناء على ما ذكرنا أن الظلم قد وقع عليك من جهة أمك فلا مانع من المطالبة بحقك مع لزوم الأدب معها، والقيام بحق البر نحوها، فإن خطأها في معاملتك لا يبرر خطأك في معاملتها. وما دمت صاحبة حق فالله تعالى لن يضيعه منك أبدا، وإن لم تحصلي عليه في الدنيا كان لك في الآخرة، قال تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}. وقال: والعافين عن الناس والله يحب المحسنين{آل عمران: 134}. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم، ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال عليك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك والمل: التراب الحار.

 وإننا لننصحك بالصبر والأناة والحلم فإن ذلك من أخلاق المؤمنين، ولا تحزني لما أصابك من هجران أقاربك لك، واستعيني عليهم باللجوء إلى الله تعالى ورد السيئة بالحسنة كما مر في الحديث الذي ذكرناه، واعلمي أن مفاتيح الفرج بيد الله تعالى، وقد وعد من دعاه بالإجابة ومن رجاه بحصول مناه، فقال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه {النمل: 62}. وقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم {غافر: 60}. وأما ما يختص بالرؤيا المذكورة فنعتذر عن تفسيرها لعدم تخصصنا في ذلك. وبإمكانك مراجعة بعض المختصين في ذلك علما بأن تفسير المفسر للاستئناس والاسترشاد، ولا ينبني عليه شيء من الأحكام لأنه اجتهاد ظني. والله تعالى نسأل أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويفرج كربك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة