0 440

السؤال

هل يجوز اختبار عقائد الناس بأسئلة معينة كـ (أين الله)، ثم الحكم عليهم بناءا على الجواب، وما هو الدليل على ذلك، إن كان الجواز، وإن لم يجز الاختبار فما نصيحتكم لمن وقع في هذا؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من ولد بين المسلمين وعاش معهم مقرا بالتوحيد عاملا بمقتضاه حسب الظاهر يحكم بإسلامه ولا داعي إلى اختباره في عقيدته، كما لا يسوغ اتهامه في عقيدته ما لم تظهر منه مخالفة عقدية.

اللهم إلا إذا كانت هناك حاجة داعية لذلك، مثل إذا أراد شخص ما أن يستخدم رجلا في تدريس أبنائه أمور الشرع فإنه لا مانع من الاطمئنان على سلامة معتقده مما يؤثر على تعليم الأولاد، وعلى مثل هذه الحالة يحمل حديث الجارية لأن سيدها أراد عتقها في رقبة لزمته.

ومثل ذلك في الجواز سؤال الأستاذ الطلاب عن مقررهم الدراسي الذي درسهم، ويدل لما ذكرناه من عدم اتهام المسلم أو التوقف في إيمانه حتى يسأل هذا السؤال أن المعروف في أغلب هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو دعوة الناس إلى التوحيد فإذا أقروا بكلمة التوحيد قبلوا من المدعو وعلموه شرائع الإسلام، ولم يشترطوا في إسلامه علمه بتفاصيل أمور العقيدة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو وفود الحج بمكة يقول لهم: يأيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. رواه أحمد وصححه الأرناوؤط.

وفي الصحيحين أنه أرسل معاذا إلى اليمن وأمره بدعوتهم للتوحيد أولا، فإذا أقروا به أمرهم بالصلاة والزكاة، فقال له: إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم...

وذكر أصحاب السير أن مصعب بن عمير رضي الله عنه وأسعد بن زرارة ذهبا إلى حديقة بني عبد الأشهل ولقيا بها أسيد بن حضير وسعد بن معاذ ودعاهم مصعب إلى التوحيد وأسلما وانطلق سعد إلى قومه فدعاهم إلى الله والقصة مفصلة في البداية والنهاية لابن كثير.

ولم يشترط في إسلام جميع من تقدم علمهم بتفاصيل أمور العقيدة مع المدعوين المهتدين الجدد، هذا وننبه إلى أهمية تعليم العقيدة وتدريس العلماء لها ودعوتهم المجتمعات إليها، انطلاقا مما ثبت في الوحي من الحديث عنها ، وانطلاقا من فهم السلف الصالح لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة